كتب أسامة القادري في “نداء الوطن”:
نفد صبر ذوي المخطوف رجل الأعمال المغترب عدنان دباجة، ابن بلدة القرعون في البقاع الغربي، بعد مرور عشرة أيام على خطف ابنهم عدنان دباجة على يد مسلّحين، خلال تفقّده أحد مشاريعه السياحية المزمع تنفيذها في منطقة عمّيق في البقاع الغربي، ولم يعرفوا شيئاً عن مصيره بعد، فقرّروا إقفال طريق ضهر البيدر الدولية عصر أمس بشكل تام اثر فشل كل المساعي وعدم ترجمة القوى الامنية وعودها بالوصول الى الخاطفين واطلاق سراحه .
فتجمّع العشرات من أبناء البقاعين الغربي والاوسط في منطقة المريجات، وأقفلوا الطريق بالشاحنات والسيارات، مُندّدين بتقاعس القوى الأمنية، ومُحذّرين من أن تصل الأمور الى خواتيم لا تُحمد عقباها، في بلد يقبع فوق صفيح من نار الفتنة الطائفية.
روى خليل دباجة، شقيق المخطوف، لـ”نداء الوطن” عملية الخطف، وهو كان معه في المشروع، وقال: “حضرت سيّارتان، واحدة رباعية الدفع من نوع “تاهو” وأخرى سوداء وزجاج كلّ منهما داكن، وترجّل منهما أربعة أشخاص مسلّحين عرّفوا عن أنفسهم بأنّهم من أمن الدولة، هجم اثنان عليّ وطرحوني أرضاً وتولّى الآخرَان نقل أخي الى السيارة، كما سلبونا أربعة هواتف خلوية، وما إن غادروا حتّى أبلغتُ القوى الأمنية من هاتف الناطور، وتبيّن أن رقم لوحة الجيب ايضاً مزورة”. وعن اقفال الطريق قال: “لسنا هواة قطع طرقات، لكن منذ عشرة ايام وحتى اليوم لم نصل الى نتيجة ولم نبلّغ بأيّ جديد، فتحنا الطريق اليوم بعد اتصالات ووعود، وإذا لم نصل الى نتائج مرضية حتى يوم السبت سنقفل الطريق بالكامل”.
بدوره، قال منسّق عام تيار “المستقبل” ورئيس بلدية مجدل عنجر سعيد ياسين المشارك في الإعتصام: “بعد الاتصالات مع الاجهزة الامنية والعسكرية، توصّلنا الى صيغة فتح الطريق اليوم، وذلك فتحاً لمهلة اقصاها يوم السبت للقاء قائد الجيش ووضع هذه القضية في عهدته”.
واعتبر “أنّ هذا التراخي الأمني يعزّز دفع الناس الى الأمن الذاتي، وهذا يُعدّ مقتلاً لمؤسّسات الدولة والمنطق الذي لا نريد”. وأضاف: “من المعيب اليوم أن يضيق الوطن بأهله، لأنّ الفقراء يهاجرون سعياً للرزق والأغنياء يهربون سعياً للأمن، فأيّ وطن نريد”؟ وطالب ياسين “الرؤساء الثلاثة بالتحرّك والضغط للكشف عن المخطوف والإنتهاء من صيغة الأمن بالتراضي”.
امّا الشيخ خالد عبد الفتاح فقال: “لماذا الدولة تدفعنا للسير بالأمن الذاتي؟ نريد أمناً من مؤسسات دولتنا”. وتوجّه الى”بيّ الكلّ” بالقول: “أحد ابنائك مُختطف ولا يُعرف مصيره منذ عشرة ايام”، كما ناشد الرئيسين حسان دياب وسعد الحريري التحرّك وحثّ الاجهزة على العمل للوصول الى الخاطفين. وخصّص الرئيس نبيه بري بمناشدة “والتدخّل السريع والعمل على اطلاق سراح دباجة، لأنّ الخاطفين من البيئة الحاضنة، وله قدرة التأثير على العشائر.
وأكّد مصدر أمني لـ”نداء الوطن” أنّه بنتيجة تتبّع كاميرات المراقبة وخطّ سير سيارتي الخاطفين، تبيّن انهم سلكوا طريق عمّيق باتجاه شتورا، وما ان وصلوا الى طريق مكسه المرج كسكادا مول ليتخطّوا الحواجز الأمنية التي أُقيمت في أثناء التعبئة العامة، حتى سلكوا طريق بعلبك ـ الهرمل”. وأوضح أن تأخّر الخاطفين في الاتّصال بذوي المخطوف ناجم عن خوفهم من تتبّع داتا الاتصالات والوصول الى مكانهم.
وربط عملية الخطف الاولى بهذه العملية وبالاشخاص انفسهم، لأنّ كلّ المعطيات تؤكّد أنّ الخاطف هو نفسه الذي خطف دباجة منذ فترة سابقة، وقال: “معروفون بالأسماء، ودباجة كان خُطف سابقاً من قبل شخص يُدعى ش. خ. ش.، فلسطيني الجنسية، نسيب أحد قياديي أحزاب الأمر الواقع، حُكم عليه بالسجن ست سنوات بتهمة خطف بقوّة السلاح واستعمال مزوّر، كونه اعتمد حجّة الخطف لاسترداد دين وثيقة مزوّرة لشركة نقل أموال من دبي الى بيروت، بتحويل اموال، وتمّ التأكد بأنها مزوّرة وصدر حكم بذلك، وبعدما مكث سنتين في السجن تنازل دباجة عن الحق الشخصي بناء على تدخّل أحد القريبين من الخاطف، وما ان خرج حتّى عاود الاتصال مُهدّداً دباجة بالقتل والخطف.
واشار الى “أنّ القضية بدأت تأخذ منحى تصاعدياً، وهذا يسجل على القوى الامنية والعسكرية، لأنّ عملية الخطف جرت في الايام الاولى من التعبئة العامة والتي يفترض انها مستنفرة على الطرقات الرئيسية”.