Site icon IMLebanon

بحيرات الأمطار تتكرر والمحاسبة غائبة

تتكرر في كل سنة مأساة الفيضانات وكأنها لعنة تلاحق اللبنانيين حتى في طريقهم الى كسب لقمة العيش، تماماً كما المشهد الذي حصل في الأمس، بغض النظر عن بعض الفيديوهات الكاذبة والمركبة التي تحدث عنها بيان وزارة الأشغال، إلا أن بعضها كان حقيقياً وقد غطت بحيرات المياه عددا كبيرا من الشوارع.

وهذا المشهد ليس الا دليلا على استمرار حال الاهمال المدقع في الدولة وتقصير المعنيين عن القيام بواجباتهم، ويفضح عجزها عن القيام بالحد الأدنى من المهمات التي ليست الا روتينا سنويا يجب ان تكون على أتم الاستعداد له والقيام به.

ما حصل بالأمس يعيد إلى ذاكرة اللبنانيين فيضان مجرور الرملة البيضاء منذ سنتين، طارحاً علامات الاستفهام حول مصير التحقيقات التي لم تصل الى أي نتيحة الى يومنا هذا، وربما لم تم اتخاذ الاجراءات العقابية اللازمة حينها لما تكررت الفضيحة في كل شتاء.

مصادر وزارة الأشغال العامة والنقل رفضت في اتصال مع جريدة “الأنباء” الالكترونية اتهامها بالتقصير وعدم تنظيف الأقنية وفتحها، مؤكدة ان ورش الصيانة التابعة لها تقوم بواجباتها على اكمل وجه وأن عمليات فتح المسارب والمجاري وتنظيفها قائمة منذ أشهر والأمور ليست متروكة كما ادعى البعض، والوزارة فور بدء العاصفة أوعزت الى فرق الصيانة للبدء بالعمل ورفع أي ضرر، وقد نجحوا بذلك وعادت حركة السير الى طبيعتها في أقل من ساعة.

رئيس لجنة الأشغال النيابية نزيه نجم، أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية الى اجتماع عقده مع محافظ بيروت وممثل عن وزير الأشغال ميشال نجار الذي تغيّب لأسباب صحية لدراسة وضع الأقنية والعبارات ومسارب المياه، وكانت المشكلة بعدم توفر المال اللازم وانه أجرى اتصالا بوزير المالية غازي وزني لتأمين الأموال المطلوبة وأنه تبلغ من 3 اسابيع تحويل مبلغ 196 مليار ليرة لوزارة الأشغال لتنفيذ أعمال الصيانة.

ولفت نجم الى أنه أجرى اتصالا بوزير الطاقة ريمون غجر لتأمين الكهرباء لأهالي بيروت وخاصة في المناطق التي تضررت من انفجار المرفأ، طالبًا إليه أيضاً تحويل ثمن المازوت المخصص لآليات جرف الثلوج.

نجم سأل عن مصير التحقيق في ملف “الايدن باي” بعد سنتين ونصف على فيضان الرملة البيضاء، سائلا أيضاً “هل يعقل ان تتقلّص مساحة مجرى نهر الغدير في الضاحية من عرض 16 متر الى 3 أمتار بعد اقامة المساكن بجانبيه”.