كتبت رندة تقي الدين في “نداء الوطن”:
يترأس الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأمين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء اليوم مؤتمراً مخصصاً للمساعدات الانسانية للشعب اللبناني ولإعادة إعمار ما خلفه انفجار مرفأ بيروت في 4 آب. وفي حين سعت الرئاسة الفرنسية إلى تأمين مشاركة على أعلى المستويات في المؤتمر، ولكن سيكون الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الاتحاد الاوروبي الوحيدين من بين الرؤساء المشاركين، بينما ستشارك نحو خمسين دولة ومنظمات دولية ومنظمات غير حكومية على مستوى وزراء خارجية أو مساعدين.
وأكدت مصادر فرنسية لـ”نداء الوطن” أنّ مؤتمر باريس غير مرتبط بشروط لتقديم المساعدة للبنانيين، أي أنه منفصل كلياً عن المؤتمر الذي قد يعقد لانقاذ لبنان والمشروط بتشكيل “حكومة مهمة” تنفذ الاصلاحات لتنال الدعم الدولي. أما مؤتمر اليوم، وعنوانه “Early Recovery”، فتتوقع المصادر أن تكون المشاركة فيه مماثلة للمؤتمر الذي انعقد في 9 آب الفائت بحيث يعطي صورة عما تم تنفيذه من مساعدات تم الالتزام بها في المؤتمر السابق، الذي جمع حينها مساعدات قدرت بـ 250 مليون يورو، على أن تسعى فرنسا لكي تزيد الدول والمنظمات المشاركة مساعداتها التي تم توزيعها عبر المنظمات غير الحكومية والصليب الاحمر والجيش اللبناني.
وكان التحضير لهذا المؤتمر قد تم في اجتماع تقني عبر تقنية “فيديو كول” ترأسه المنسق الفرنسي للمساعدات للبنان الدبلوماسي بيار دوكين، وشارك فيه ممثلون عن الدول التي ستحضر المؤتمر مساء اليوم. إلى ذلك، أكد مصدر فرنسي متابع للأوضاع في لبنان أنّ “كل يوم يتأخر رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في تشكيل “حكومة مهمة” هو يوم يضيع على لبنان لإنقاذه ومساعدته، ففرنسا ما زالت تمارس ضغوطاً يومية من اجل تشكيل هذه الحكومة، ولكن يشدد المسؤولون الفرنسيون على أنه لا يمكن لباريس أن تحل مكان السياسيين اللبنانيين في القيام بمسؤولياتهم لإيقاف انهيار البلد.
وتوقعت المصادر أن يكون في بيان مؤتمر اليوم الختامي دعوة مكررة لتشكيل “حكومة مهمة” بأسرع وقت، وإلا فلا مساعدات ستقدّم لإنقاذ لبنان، وهي الرسالة نفسها التي عكسها بيان المؤتمر السابق لكن سيعاد تظهيرها اليوم بلهجة أكثر تشدداً.