IMLebanon

الحريري وضع تركيبته… وينتظر نتائج مساعي “الوسطاء” لزيارة بعبدا

رغم الجمود على الخط الحكومي، حيث لا اتصالات ولا لقاءات علنية بين الافرقاء المعنيين بملف التأليف، يبدو، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، ان ثمة حركة تدور خلف الكواليس لمحاولة تقريب وجهات النظر بين “الجهات” الاساسية التي يحول تباعدها اليوم دون إبصار الحكومة العتيدة النور.

هذه الجهات، وفق المصادر، باتت معروفة، وهي فريق رئيس الجمهورية – التيار الوطني الحر من جهة، وفريق الرئيس المكلّف سعد الحريري، من جهة ثانية. الاول، لا ينفك يطالب بحكومة مكتملة يبني على اساسها موقفه من التركيبة، ويرفض اتيان الحريري اليه بتشكيلات منقوصة، وهو يطالب الاخير باعتماد معايير موحدة في التشكيل، تسري على الجميع، من حيث طريقة اختيار الوزراء وتسميتهم ومن حيث اعتماد مبدأ المداورة او غضّ النظر عنه، وقد جدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس خلال كلمته امام مؤتمر دعم الشعب اللبناني، تمسّكه بحكومة تؤلف على اساس معايير موحّدة.

في الموازاة، تكشف المصادر، عن وساطات يقوم بها اكثر من فريق ومرجع، “نيابي” و”أمني”، للتوفيق بين رؤيتي بعبدا وبيت الوسط. وهؤلاء ينشطون منذ ايام ذهابا وايابا على هذا الخط، ناقلين الرسائل والمواقف. وبحسب المصادر، يطمئن هؤلاء “سيّد القصر” الى أن الرئيس المكلّف وضع مسودة كاملة متكاملة من 18 وزيرا، وقد انطلق من ركيزة واحدة فقط لا غير لتأليفها: المبادرة الفرنسية. أي انه اختار الوزراء على اساس الكفاءة والاختصاص والجدارة فقط، وهدفُه ان يكونوا قادرين على نيل ثقة المجتمع الدولي والمانحين واللبنانيين. صحيح ان بعض الحقائب بقيت مع اطراف معينة الا ان ذلك لم يحل دون اختيار “الافضل” لتولّيها، وهي ستؤول الى شخصيات مستقلة غير حزبية.

وإذ يؤكد الحريري، عبر الوسطاء، أنه هو من اختار الوزراء والاسماء وألّف حكومة “نموذجية” للانقاذ والاصلاح، فإنه ينتظر، وفق المصادر، ضوءا اخضر من رئيس الجمهورية له لزيارة القصر وتقديم تشكيلته الكاملة اليه. وهذا ما يعمل الوسطاء على تأمينه، ذلك ان الرئيس المكلف يبدو مصرّا على الحصول على موافقة مبدئية من الفريق الرئاسي على المسودة – التي يمكن طبعا إدخال تعديلات اليها بالتشاور والتنسيق بينهما – قبل التوجّه الى بعبدا، لأنه يرفض ان يخرج من القصر خالي الوفاض او برفض مطلق للتشكيلة، في خطوة ستشكّل احباطا كبيرا للبنانيين وتعيد عملية التشكيل كلّها الى النقطة الصفر.

فهل ستنضج الطبخة الحكومية قريبا، أم ان الاتصالات لرأب الصدع بين بعبدا وبيت الوسط ستصطدم بحائط مسدود اذا تمسّك القصر بـ”حقّه” في تسمية الوزراء المسيحيين وطالب بإبقاء القديم في الحقائب والوزارات الاساسية، على قدمه؟ مهما يكن، تتابع المصادر، من الضروري ان يتحرّك الحريري ويخطو خطوة الى الامام في ملف التأليف. فبعد ما تخلّل مؤتمر دعم الشعب اللبناني امس من مواقف دولية تشدد على اولوية التشكيل والاصلاح، بات الاعتكاف والمماطلة جريمة. فلتطرح المسودة، وليتحمّل من يرفضونها مسؤولية رفضهم لها، تختم المصادر.