Site icon IMLebanon

صرخة دولية لحكام لبنان: لتشكيل حكومة شفافة ومستقلة

انعقد المؤتمر الثاني لدعم الشعب اللبناني في باريس بدعوة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رأس المؤتمر بالاشتراك مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وبمشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون وعدد كبير من رؤساء ورؤساء حكومات ووزراء خارجية دول صديقة وشقيقة للبنان ومسؤولين في المنظمات والجميعات غير الحكومية والأهلية ومؤسسات وصناديق مالية دولية.

وكانت كلمة لرئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، الذي شدد على تأثره “بما شاهده من نتائج مأساوية للانفجار في بيروت، والذي زاد الأمور تعقيداً وقساوة على اللبنانيين بفعل الازمة الاقتصادية ووباء كورونا”.

ولفت الى “المساعدات التي قدمها المجلس لتلبية الحاجات العاجلة للبنانيين وبلغت اكثر من 70 مليون يورو، وسنواصل تقديم دور فاعل للمساعدة. اننا نقوم بتكثيف نشاطاتنا في هذا المجال وايضاً في تلبية الحاجات الطبية والاجتماعية للاجئين السوريين، وقد بلغت مساعداتنا في هذا المجال نحو 100 مليون يورو إضافة الى 69 مليون آخرين قدمتها دول أوروبية أخرى. وانا مسرور للإعلان عن تمكننا بالتعاون مع شركائنا في الأمم المتحدة والبنك الدولي، اطاراً للتعافي وإعادة الاعمرا لوضع المبالغ المالية قيد التنفيذ، ولكن علينا النظر للمستقبل، وحان الوقت كي يأخذ القادة اللبنانيون المبادرة المطلوبة لتغيير المسار، انه مسار صعب ولكن يجب تشكيل حكومة شفافة وقادرة لتنفيذ الإصلاحات الضرورية، ويجب العودة الى المفاوضات مع صندوق النقد بشكل سريع. ونحن ملتزمون استقلال لبنان وسيادته وحريته، فهو صديق وشريك قديم للاتحاد الأوروبي، ويمكن للشعب اللبناني الاعتماد علينا”.

اما الرئيس المصري محمد عبد الفتاح السيسي، فتحدث عن “أهمية هذا المؤتمر كرسالة دعم من اصدقاء لبنان بالنسبة الى لبنان وشعبه على انه ليس لوحده، وما فعلته مصر كردة فعل سريعة بعد الحدث المأساوي الذي شهدته العاصمة بيروت، على اكثر من صعيد، وذلك تضامناً من مصر وشعبها مع الاشقاء اللبنانيين في الوضع الصعب الذي يمرون فيه”.

ولفت الى انه “على الرغم من الخلافات في النظرة الدولية الى الشؤون اللبنانية، يجب ان نتفق على أهمية الوقوف الى جانب هذا البلد وعدم تركه وحيداً لمواجهة التحديات، واهمها تخطي ازمته السياسية الراهنة. ودعا الجميع في لبنان الى وضع المصلحة الوطنية اولاً وتسريع تشكيل حكومة مستقلة قادرة على مواجهة التحديات وتأمين حاجات ووحدته الوطنية لبنان واللبنانيين، وتجنيب البلد تداعيات هذه التحديات”.

واعتبر انه “يجب تجنيب لبنان تداعيات ما يحصل في المنطقة، وتدعيم المؤسسات فيه”، مشدداً على ان “هذا المؤتمر رسالة الى السياسيين اللبنانيين مفادها ان العالم مستعد لمساعدة لبنان عندما يتم تأليف حكومة من التكنوقراط والاختصاصيين بعيداً عن الاصطفاف السياسي، وهذا هو مطلب اللبنانيين، ولا حل للمشكلة اللبنانية الا بتلبية مطالب الشعب اللبناني واستعادة ثقة المجتمعين العربي والدولي”.

وكانت مداخلة للرئيس القبرصي نيكوس اناستاسيادس، عبر فيها عن “رغبة العالم في مساعدة لبنان على تخطي ما يواجهه من أزمات”.

وشدد على أن “الاستقرار في لبنان وراحة شعبه هي أولوية بالنسبة الى قبرص التي تبرعت بخمسة ملايين يورو واخذت طريقها الى المدارس والمستشفيات التي تأثرت بالانفجار لاعادة اعمارها، كما لفت الى ان الشعب القبرصي تبرع بالكثير من الحاجات والمعدات لمساندة اللبنانيين”.

وشدد على “قيام حكومة شاملة وجامعة وقادرة على التحرك والتنسيق مع المجتمع الدولي لإنقاذ لبنان”.

ثم تحدث رئيس الوزراء الإيطالي جيوسيبي كونتي، فأكد “وقوف إيطاليا حكومة وشعباً الى جانب لبنان واللبنانيين”، مذكّراً بـ”التحرك الفوري للايطاليين لدعم الشعب اللبناني على تخطي المفاعيل الكارثية للانفجار الذي شهدته بيروت، والتي بلغت نحو 22 مليون يورو في مختلف المجالات، وستكون هناك مبادرات أخرى تبلغ قيمتها 11 مليون يورو”.

وجدد الدعوة التي كان وجهها في بيروت خلال زيارته الى لبنان في أيلول الفائت، لـ”اجراء الإصلاح وإقامة حكومة فاعلة وشفافة للتعاطي مع الوضع الاقتصادي والاجتماعي والتخفيف من معاناة الناس. واعلن استمرار العمل الإيطالي على الأراضي اللبنانية لدعم الشعب اللبناني وحقه في الامن والسلام”.

وقال رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفن ان “بلاده تقف مع المجتمع الدولي الى جانب لبنان، والمشاكل التي يواجهها على اكثر من صعيد ومنها وجود اللاجئين السوريين والفلسطينيين على ارضه”.

ودعا الى “الإسراع في تشكيل حكومة للتواصل مع العالم من اجل المساعدة وتلبية مطالب اللبنانيين عبر الشفافية ومكافحة الفساد”.

وشدد على ان “يكون دور المرأة فاعلاً في تأمين مستقبل لبنان، والسويد مستمرة في دعم لبنان وقدمنا 21 مليون دولار كمساعدات إنسانية، كما قررنا تمديد مساعداتنا في ما خص الازمة السورية لثلاث سنوات”.

أما رئيس الوزراء العراقي مصطفى الخادمي، فأكد “وقوف العراق الدائم الى جانب لبنان والذي سيستمر دون شك، مستعرضاً ما قامت به بلاده من تحرك سريع لمساندة اللبنانيين بعد المأساة التي حلت بهم في الرابع من آب الفائت، والتي أتت لتزيد تراكم المشاكل على الشعب اللبناني”.

وشدد على “أهمية مساعدة المجتمع الدولي والمنظمات غير الحكومية والمجتمعات الأهلية والقطاع الخاص في الانضمام الى عملية المساندة والدعم”، لافتاً الى ان “العراق الذي يعاني من تحديات مشابهة، يتطلع الى الاستفادة من دروس هذه التجربة مع الاعتقاد بأن الأولوية هي للتنمية وتطوير الحكم الرشيد والاستجابة لتطلعات شعوب المنطقة للازدهار والاستقرار”.

كما تحدث رئيس الوزراء الكويتي الشيخ صباح الخالد الذي “عرض الازمات التي توالت على لبنان، واهمية هذا المؤتمر الثاني الذي يعبّر عن استعداد الجميع لتقديم المساعدة وضمان الاستقرار والامن لهذا البلد الشقيق، كما لفت الى التحرك العاجل للكويت للمساعدة مادياً وعبر مساعدات طبية وغذائية أخرى”.

وشدد على ان “كل العمل الدولي يبقى ناقصاً ما لم يتحرك اللبنانيون انفسهم من اجل ضمان تأمين مصالحهم الوطنية عبر وحدتهم”.

وتحدث العاهل الأردني عبد الله بن الحسين، مؤكداً ان “الرسالة الأهم التي يبعث بها هذا المؤتمر هي ان اللبنانيين ليسوا لوحدهم”، ومشيراً الى ان “الأوضاع الصعبة زادت الأمور تعقيداً على اللبنانيين”، وقال “ان بلاده تنظر في جميع السبل الممكنة لمساعدة الشعب اللبناني من خلال تسهيل الحركة التجارية وتوفير استراتيجيات لتيسير قطاع الأعمال”.

وأضاف: “لبنان لطالما كان حاضراً لمؤازرة ومساعدة غيره، وبات اليوم لزاماً علينا مبادلته بالمثل، فهناك مخاوف لا تتعلق فقط بنقص الغذاء، بل أيضا بندرة المواد اللازمة لإنتاج السلع المحلية الاساسية”.

ودعا الى “بذل كل الجهود للنظر في مختلف وسائل الدعم الذي يمكن تقديمه للشعب اللبناني، سواء أكان إنسانيا أو اقتصاديا أو دبلوماسيا”.

وعرضت رئيسة سويسرا سيمونيتا سوماروغا التحرك السويسري لمساعدة لبنان بشكل مستمر منذ اكثر من سنة بفعل الازمة الاقتصادية والاجتماعية وما تبعها جراء وباء كورونا وانفجار مرفأ بيروت. ورأت انه” لا يمكن حل الازمة اللبنانية من خلال المساعدة الدولية فقط، فهناك مسؤولية على السلطات اللبنانية للقيام بالإصلاحات اللازمة واعتماد مسار التأهيل والاستماع الى مطالب اللبنانيين”.

واعتبر رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو “ما حصل في لبنان بأنه مأساة صعبة”، معرباً مجدداً عن “تضامن بلاده والكنديين مع اللبنانيين، وعارضاً للتحرك الطارئ الذي قامت به بلاده مباشرة بعد احداث الرابع من آب الفائت”.

واعلن ان “وزير الخارجية الكندي توجه الى بيروت كما العديد من الهيئات الكندية لتقديم المساعدة، ولكن لا بد من تحرك للبنانيين، على غرار ما قالت الرئيسة السويسرية، من اجل ضمان نجاح المبادرات والتحركات”.

وشدد على “أهمية قيام إصلاحات أساسية مبنية على الشفافية، وعلى ان كندا ستستمر بالمطالبة بهذا الامر من اجل مستقبل افضل”.

وكانت مداخلة لرئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز الذي ضم صوته لمن سبقه، لجهة الدعم والتضامن مع لبنان وشعبه، مذكّراً بـ”الخطوات التي اتخذتها بلاده في هذا المجال”.

وركّز على “أهمية قيام حكومة بشكل سريع لتشكيل أساس صالح للتعاون مع المجتمع الدولي واستعادة ثقته وجذب المستثمرين”، لافتا الى ان “لبنان نموذج للعيش المشترك بين الديانات وشكّل ملجأ آمنا لكل من لجأ اليه. ان اسبانيا مستعدة للمساعدة من خلال التزامها امن لبنان بمشاركتها في “اليونيفيل” وستستمر بذلك، وتقديم الدعم اللازم مادياً ومن خلال المواد الأساسية، ومساعدة الأطفال المتضررين من الانفجار عبر المساعدة في تأهيل المدارس الواقعة ضمن محيط الانفجار، ووضع خطة للمساعدة التقنية في المستقبل”.

ثم تحدث رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن الصداقة التي تجمع لبنان واليونان، وبالتالي “وقوف بلاده الى جانب لبنان في هذا الوضع الصعب الذي يمر فيه”.

وابدى “أهمية قيام السلطات اللبنانية بخطوة اجراء الإصلاحات الشفافة لاظهر الجدية للمجتمع الدولي الراغب في المساعدة”، مشدداً على “استعداد بلاده في المقابل للاستمرار في دعم الشعب اللبناني الذي يجد نفسه اليوم بحاجة الى المساعدة جراء الصعوبات التي يتعرض لها”.

أما مساعد وزير الخارجية الاميركية للشؤون السياسية ديفيد هايل، فأشاد بـ”التحرك الفرنسي لمساعدة لبنان واللبنانيين، وانتقد التحرك البطيء للمسؤولين اللبنانيين في مواجهة التحديات والمشاكل ونتائج انفجار مرفأ بيروت”.

ورأى انه “يجب تشكيل حكومة قادرة على القيام بالإصلاحات، وعلى المجتمع الدولي المساعدة على هذا الامر، كما يجب تقديم المساعدة الى اللبنانيين مباشرة”.

وبعد ان عرض المساعدات الأميركية للبنان، اعتبر ان أي “مساعدات مستقبلية يجب ان تستند الى قيام اللبنانيين بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة، واحترام رغبة الشعب في الشفافية والمحاسبة وخلق الفرص الاقتصادية”.

وأضاف هايل ان “تأثير حزب الله ونفوذه زاد عدم الاستقرار في لبنان، وخلافاً للمصالح اللبنانية، قام حزب الله بخوض معارك ايران في المنطقة من سوريا واليمن، وعلى المجتمع الدولي اعلان الحزب منظمة إرهابية”.

وكانت كلمة للمثل الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الذي لفت الى ان “نصف المجتمع اللبناني تحت خط الفقر، والى ان نسبة البطالة تبلغ 30 في المئة إضافة الى الكثير من المعاناة لدى اللبنانيين”

وأشار الى ان “الاتحاد الأوروبي قام بدوره لتأمين المساعدة العاجلة للمساعدة، ولكن لبنان بحاجو الى استعادة عافيته بشكل صالح ودائم، ولا يمكن الركون الى السابق، ويجب اعتماد الشفافية والقيام بالمحاسبة، واشارك المجتمع المدني اللبناني، وقد عملنا مع البنك الدولي والأمم المتحدة من اجل وضع خطة لاستعادة العافية وإعادة الاعمار”.

ورأى انه “كي يتمكن لبنان بالفعل من تخطي ازمته، يجب على اللبنانيين ان يتوحدوا وقيام حكومة قادرة بالفعل على اتخاذ خطوات ضرورية، والا لنيكون هناك اصلاح ولن يكون من السهل الاستمرار بالمطالبة بالدعم الدولي، علماً ان الأولوية حالياً هي للخروج من الازمة الاقتصادية. وأشار بوريل الى مسألة بالغة الأهمية وهي ان لبنان يستضيف اكبر عدد من اللاجئين من ناحية المساحة في العالم، ويجب تقدير هذا الكرم اللافت”.

وتحدث الأمين العام للجامعة العربية احمد أبو الغيط فأكد “الاستمرار في دعم لبنان وشعبه في هذه المرحلة الصعبة، مستعرضاً المساعدات التي أتت بفعل تحرك الجامعة العربية بعد احداث انفجار الرابع من آب، ومنها مساهمة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنحو 7 ملايين دولار في جهود إغاثية وإنسانية وعمليات إعادة إعمار، وقيام اتحاد المصارف العربية بفتح حساباتٍ موحدة في مختلف فروعِه بالدول العربية للتبرع لدعم المنكوبين من الكارثة”.

وحذر من “خطورة أن يخسر لبنان اهتمام العالم وتعاطفه إن استمرت حالة الشلل السياسي”، داعياً الى “قيام حكومة بشكل سريع، ومؤكداً مناشدته عدم معاقبة الشعب اللبناني على ذلك، وأن المهم هو الاستمرار في دعمه لعبور هذا المنعطف الخطير في تاريخه المعاصر”.

وتوالى ايضاً على الكلام عدد كبير من المسؤولين الذين ركزوا على استمرار تضامن بلدانهم ومؤسساتهم مع لبنان وشعبه، وعلى الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية والضرورية، مع التشديد على الإسراع في تشكيل حكومة فاعلة للبدء بالتنسيق مع المجتمع الدولي للقيام بخطوات ملموسة على طريق انقاذ لبنان من ازمته.

وتوالى على الكلام في هذا السياق كل من: وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، مديرة صندوق النقد الدولي كريستينا جورجييفا، وزيرة خارجية النروج اريكسن سوريدي، الامينة العامة لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية انجيل غوريا، وزير الخارجية الهولندي ستيفانوس ابراهام بلوك، وزير خارجية البرازيل ارنستو اروجو، وزير خارجية الدانمارك جيبي كوفود، رئيس البنك الأوروبي للاستثمار فيرنر هوير، وزيرة التعاون البلجيكي مريم كيتر، وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط جايمس كليفرلي، وزير الخارجية الفنلندي بيكا هاريستو، وزير الخارجية الكرواتي غورين رادمان، وزير خارجية قطر سلطان بن سعد المريخي، وزير خارجية سلوفاكيا ايفان كوركوك، وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني ايشيرو واشيو، نائب وزير الخارجية السعودي وليد الخريجي، نائب رئشيس الصليب الأحمر الدولي جيل كاربونيير، سفير الصين في فرنسا لو شايه، سفير روسيا في فرنسا الكسندر زيزولين، سامي عطا الله من المركز اللبناني للدراسات السياسية، فضل الله داغر من جمعية Beirut Heritage initiative، نويل ابي نادر من مؤسسة MAN، ايمن مهنا من مؤسسة “سمير قصير”.