كتب أحمد الأيوبي في “اللواء”:
لم تكن جريمة قتل يوسف طوق في بشري على يد السوري محمد الخليل حدثاً عابراً، لأن تداعياتها المحلية والسياسية استمرت ولم تتوقف عند حدود الحدث. فداخل البلدة استمرت مجموعة من الملثمين في ترهيب السوريين، وصولاً إلى الاصطدام بالعائلات التي تُؤوي لديها عمالاً شرعيين، الأمر الذي أدى إلى توترات مع تلك العائلات، فضلاً عن قيام وفد من «حزب الله» بالقدوم إلى بشري للتعزية وإصدار وزارة خارجية النظام السوري بياناً غير مسبوق حول الحادث.
أدى استمرار الترهيب للسوريين في بشري من قبل مجموعات يرجح أنها من المجموعة الموالية لوليم طوق من العائلة، بنائبي بشري ستريدا جعجع وجوزاف اسحاق إلى إصدار بيان أكدا فيه أنّ «بعض ردود الفعل الفورية» التي وقعت بعد الجريمة، «لا تتلاءم مع شيم وقيم وأخلاقيات أبناء بشري»، لكننا آثرنا السكوت انطلاقاً من فداحة الحادث الأليم»، لكننا «لا نستطيع السكوت أبداً عما يزال يجري من أعمال وتحركات عشوائية خارجة عن كل قانون ونظام وتطال العمالة الأجنبية والسورية بشكل خاص في بشري».
كان لافتاً أن يرسل الأمين العام لـ«حزب الله» وفداً يمثله شخصياً للتعزية بالمغدور طوق على رأسه الشيخ رضا أحمد مسؤول حزب الله في الشمال، في خطوة تعكس الاهتمام الخاص الذي يوليه الحزب لما يجري في بشري، وتكشف أنّ الضحية طوق كان من المحسوبين على خط الممانعة الذي يمثله السيد وليم طوق في بشري، فضلاً عن أنّ القاتل كان أشبه بالمنسق لشؤون السوريين لجهة تنظيم العمالة وتسهيله ومساعدته على إجراء التسويات لهم مع النظام.
بينما تتجه بعض المعلومات إلى اعتبار ما جرى «جريمة شرف»، تتوقف مصادر أخرى عند العلاقة المتينة التي كانت تجمع القاتل والضحية، وأنّهما كانا يتشاركان الكثير من النشاطات الخاصة، وبالتالي فإنّ ما جرى لا يقتصر على خلافات شخصية، بل ينبغي البحث في الأبعاد العميقة للجريمة، خاصة بعد أن استدعت تدخل وزارة خارجية النظام السوري التي أعلنت في بيان غير مسبوق أنّ «الجمهورية العربية السورية تابعت باهتمام الحادث المؤسف في بلدة بشري (..) وتدعو القضاء المختص إلى القيام بدوره لإماطة اللثام عن هذه القضية ووضع حد للتحريض واللغة العنصرية واستغلال هذا الحادث الفردي».