IMLebanon

اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة

كتب د. أنطوان الشرتوني في صحيفة الجمهورية:

كل سنة، في الثالث من شهر كانون الأول، يحتفل العالم أجمع بـ”اليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة”. ومن أهم المواضيع التي يمكن التحدث عنها في مسألة «الإعاقة» هي حفظ كرامة وإنسانية الشخص الذي يعاني من بعض الإختلافات. فمن حق هذا الشخص أن يعيش حياة كريمة.

تُصَنَّف الصعوبات لدى هؤلاء الأشخاص بمعناها العام إلى ثلاثة أصناف، الأول هو الصعوبات الحركية (أو البدنية)، والصنف الثاني هو الصعوبات الحسية مثل ضعف السمع أو البصر، والصنف الثالث هو الصعوبات الذهنية… فما هو مفهوم الإعاقة؟ وكيف تطوّر عبر الوقت؟

الإعاقة عبر التاريخ

تغيّرت كثيراً أنماط التعاطي مع الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة عبر العصور، وصولاً إلى التطور الحضاري الذي وصل إليه الإنسان. فقد اختلفت النظرة الى الشخص ذات الاحتياجات الخاصة من زمن إلى آخر ومن مجتمع إلى آخر. ولاحظ علماء الأنتروبولوجيا وعلماء الآثار، بأنّ كاتب التاريخ الفرعوني عثر على إحدى جدران معبد «عتشبسوت» على رسم عمره 5 آلاف سنة، لطفل فرعوني مشلول الساق، قال عنه المختصون في الطب إنّه إشارة إلى مرض شلل الأطفال. وعرف هذا المجتمع كيفية التعامل مع العائلات التي لديها شخص من ذوي إحتياجات خاصة، من خلال الدعم المالي والرعاية وتقديم الطعام. وفي عهد الفراعنة، حذّر قانون حكماء المصريين الناس من السخرية من ذوي الاحتياجات الخاصة:

«لا تسخر من أعمى ولا تهزأ من قزم ولا تحتقر الرجل الأعرج ولا تعبس في وجههم».

في العهد الأشوري والبابلي سجّل حمورابي قوانين الجزاء والعقاب تجاه الأشخاص الذين يستهزؤون بالإشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة.

ولكن لم تكن الحال «زهرية» اللون في كل المجتمعات، حيث شهدت بعض الشعوب (روما أو اثينا) وحشية تجاه هذه الفئة التي كانت تُترك من دون طعام أو تُرمى على «جسر الموت» (خصوصاً الأطفال الصغار مع إعاقات جسدية) (إسبرطة) أو تُترك على الطرقات أو تُلقى في الأنهار أو تُترك في قمم الجبال لتقتلها الظروف المناخية القاسية. وفي العصور الوسطى، كانت هناك نظرة تشاؤمية وخوف من هؤلاء الأشخاص التي «حلّت اللعنة عليهم» وكان يتمّ طردهم خارج المدينة ورميهم بالحجارة حتى الموت.

أما في العصر الحديث، فإننا نجد أنّ أوروبا كانت السبّاقة في موضوع رعاية هذه الفئة من الناس. ففي فرنسا ومن القرن الثامن عشر، بدأ الإهتمام بتربية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة يأخذ مجراه، بحيث وجّهت العناية أولاً إلى ذوي العاهات الحسية، وثانياً إلى سائر الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، لا سيما العقلية.

أما في الولايات المتحدة، فقد نصّ قانون الأمن القومي لعام 1935م، والذي عُدّل في العام 1939م على أهمية تقديم خدمات طبية وتأهيلية لما بعد العلاج للأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة الجسدية، مما أفسح المجال لولايات كثيرة لسن تشريعات خاصة مماثلة.

حالياً، معظم الدول والمجتمعات تهتم وترعى الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة، من خلال مساعدتهم بطريقة مهنية بعيداً من النظرة الدونية و»الإستخفاف».

من هو الشخص الذي يعاني من التأخّر العقلي؟

الشخص الذي يعاني من التأخّر العقلي هو الشخص المصاب بعجز كلي، أو جزئي، خلقي أو غير خلقي، بشكل يؤثر على إمكانية تلبية متطلبات حياته اليومية بشكل سريع. وهناك الكثير من المؤسسات والمراكز التي تهتم بالأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة. ومن الضروري أن يندمج هؤلاء الأشخاص في المجتمع، لأنّهم ليسوا أقل شأناً، وعلينا محاربة التهميش أو الإقصاء لهذه الشريحة. فلا يكفي أن نحتفل سنوياً في 3 كانون الأول باليوم العالمي للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، بل يجب العمل على التوعية والإرشاد وقبولهم بعين الحرص والوفاء، ومساعدتهم في تحقيق آمالهم وطلباتهم. وهناك أنواع عدة من الإعاقات التي تنقسم على الشكل التالي:

– الاعاقة الحركية والإعاقة الحسية (قصور في النظر أو السمع)

– الإعاقة الذهنية: متلازمة داون، متلازمة كروموزوم أكس الهش، التخلف العقلي…

– الإضطرابات السلوكية: الوسواس القهري، أضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب التعلق التفاعلي …

– الإضطرابات التعلمية: الصعوبات التعلمية الإنمائية والصعوبات التعلمية الأكاديمية (ديسليكسيا)

– طيف التوحّد ومتلازمة أسبرغر

– الإضطرابات والأمراض النفسية.