Site icon IMLebanon

“كباش” الحكومة ينطلق في جولة جديدة: حركة بلا بركة؟

يفترض أن يشهد الملف الحكومي الذي دخل في غيبوبة تامة منذ أسابيع بعض الانتعاش ابتداءً من اليوم، مع الزيارة التي يقوم بها مبدئيا الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى القصر الجمهوري بعد الظهر، عقب قطيعة تخطّت العشرين يوما مع رئيس الجمهورية ميشال عون. هذا اللقاء، الذي يقال إن سيُبحث خلاله في مسودة حكومية من 18 وزيرا سيحملها معه الحريري، من المرجّح أن يؤسّس لمرحلة تفاوض جديدة بين الفريقين، غير أن هذه المباحثات لن تكون سهلة أو وردية، بل أشبه بعملية شد حبال بين طرفين: الأول يضم بعبدا والتيار الوطني الحر والثنائي الشيعي، والثاني يضم الحريري، وحليفه هنا “المبادرة الفرنسية” التي ستتخذ حجما أوروبيا اليوم… فلمن ستكون الغلبة؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، جولة الكباش الجديدة يريد من خلالها اللاعبون كلّهم – وإن بنسب متفاوتة – القول للبنانيين وللمجتمع الدولي عموما، ولفرنسا خصوصا، عشية زيارة رئيسها إيمانويل ماكرون بيروت خلال اسبوعين، إنهم يعملون فعلا للتشكيل وللتوصل الى حلول وسط حكوميا، وذلك بعد ان باتت التنبيهات من الاسوأ اقتصاديا وماليا، تسقط من كل حدب وصوب خارجي على اهل الحل والربط في بيروت، في حين تحضر الازمة اللبنانية على كل طاولة تضم قادة دوليين في الخارج، وجديدها يجمع اليوم الرئيس الفرنسي الى نظيره المصري عبد الفتاح السيسي في الاليزيه. في الموازاة، سيطرح وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الملف اللبناني في اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل حيث سيبحثون ‏في “أفكار ألمانية لإنقاذ لبنان يتبناها الاتحاد الأوروبي وترتكز إلى دعم أوروبي قوي للمبادرة الفرنسية حيال لبنان ‏واستعجال تشكيل حكومة تحظى بالصدقية الإصلاحية المطلوبة لاطلاق مسار الإصلاحات في لبنان”، وفق المعلومات المتوافرة.‎

وإذا كان الرئيس الحريري يصر على تشكيل حكومة المهمة التي تتناسب وجوهر المبادرة الفرنسية المعززة بدعم أوروبي، فإن الفريق الآخر، يبدو وفق المصادر، سيصرّ على شروطه للتشكيل: “لا تجاوز للقوى السياسية النيابية التي لها دورٌ في اختيار وتسمية وزرائها في الحكومة العتيدة، على ان يكونوا من ذوي الاختصاص والكفاءة”. وعلى الارجح، تضيف المصادر، لن يقبل الثنائي الشيعي الا ان تكون له الكلمة الفصل في تسمية وزرائه، مؤمنا في ذلك سندا لرئاسة الجمهورية ولحليفه التيار الوطني الحر ورئيسه النائب جبران باسيل، من باب الوفاء له بعد ان أدرج اسمه على لائحة العقوبات الاميركية لأنه رفض كسر علاقته مع حزب الله”.

الجدير ذكره، بحسب المصادر، ان الكباش هذا يدور فوق ارض تهتزّ، ينهار فيها كل شيء معيشيا واقتصاديا وماليا، يقترب فيه الوضع الاجتماعي من انفجار غير مسبوق مع رفع الدعم عن سلع حيوية اساسية كالدواء والطحين والمحروقات، وهو ما يناقشه اليوم رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب مع المجلس المركزي لمصرف لبنان… فهل سينتصر منطق الانقاذ الذي يتطلب حكومة وفق الشروط الفرنسية – الدولية، اليوم قبل الغد، أم ستبقى الشروط السياسية التي يرفعها فريق القصر – 8 آذار، الاقوى، فنكون امام مرحلة حرق وقت جديدة – الا اذا قرر الحريري السير بها؟ القلق كبير من ان تكون القوى السياسية على استخفافها، بمستقبل لبنان وشعبه، وشعارها على حاله “من بعدي الطوفان”.