كانت الاجواء المعلنة لشريكَي التأليف، قبل لقائهما الإثنين، تحصر الاختلاف بينهما على أمور يعتبرانها جوهرية، فيما التقويم العام لها في الوسط السياسي يصنّفها في خانة الشكلية والسطحية التي لا تستوجب تعطيل الحكومة لأجلها، خصوصاً انّ الخلاف، الذي يعتبر جوهريّاً بينهما، هو على كيفية تسمية الوزراء».
وقد حكمَ هذه الاجواء في الايام السابقة تَقاذُف المسؤولية، ففي بيت الوسط يقولون: «انّ المشكلة ليست عندنا، بل انّ التشنّج هو من قبل العَونيّة». وفي ميرنا شالوحي، يحدد «التيار الوطني الحر» خريطة طريق للرئيس المكلّف ليسلكها وسط معايير موحدة.
امّا في القصر الجمهوري فيقولون انّ المشكلة ليست لدى الرئيس ميشال عون، بل هي عند الرئيس سعد الحريري.
وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ هذه الأجواء جاءت انعكاساً للقاء المتشَنّج الذي عقده الرئيسان عون والحريري قبل اسبوعين في القصر الجمهوري. وكشفت مصادر موثوقة لـ»الجمهورية» انّ التشنّج مَرده الى أنّ الحريري أحضَر معه الى اللقاء المذكور لائحة تتضمن مجموعة اسماء لشخصيات مقترحة للتوزير (شخصيات مسيحية وسنية)، فاستوضَحه رئيس الجمهورية عن سائر الاسماء، فكان ردّه بأن نبحث بهذه الاسماء الآن، ومن ثم نبحث في كلّ الأسماء.
وتشير المصادر الى «انّ رئيس الجمهورية تساءَل أمام الرئيس المكلف» كيف يمكن ان تؤلَّف الحكومة بالتقسيط؟ وكيف يُمكن أن نحكي بالأسماء وبحجم الحكومة والحقائب إن لم تكن أمامنا كل الصورة كاملة؟. وتمنى على الحريري «أن يأتي بصيغة متكاملة، فساعتئذ نرى إذا كنّا سنذهب الى حكومة من 18 وزيراً أو أكثر، وساعتئذ نرى أيضاً مَن مِن بين الأسماء المطروحة، مقبول ومناسب، ومن هو غير مقبول أو غير مناسب».
وتضيف المصادر: انّ هذا اللقاء (السابق) بين الرئيسين انتهى عند هذا الحدّ، وخرج الحريري ولم يَعد إلى بعبدا، التي بَدا لها، بعدما أوقف تواصله مع رئيس الجمهورية، بأنّه اعتكَف».
في السياق، نقل زوّار مرجع كبير انزعاجه البالغ من قطع الرئيس المكلّف التواصل مع رئيس الجمهورية، وقوله ما مفاده: «البلد يسقط ويوشك أن يفلت من أيدينا، وكل يوم تتعمّق المشكلة أكثر، وهذا «الاعتكاف» الذي بدأه الرئيس المكلف، غير مبرّر، وطالما الأمر كذلك، فبدل أن يعتكف كان عليه أن يعتذر».
وينقل الزوار عن المرجع نفسه قوله: «قسماً، لا توجد عندي ايّ مشكلة مع الحريري»، وكرّر المرجع هذا القسم مرتين.