Site icon IMLebanon

مسؤولون أوروبيون وفرنسيون في بيروت قبل زيارة ماكرون

بين عواصم القرار يتنقل الملف اللبناني بأوزار ازماته التي لا تجد سبيلا الى الحل على رغم اقترابها من لحظة الانفجار. ففيما ينام المسؤولون في الداخل على حرير ثروات جمعوها من مال اللبنانيين وجنى عمرهم من خلال صفقات مشبوهة وانغماس في فساد مزمن، ينهمك الخارج في البحث عن كيفية انقاذ لبنان، بعدما تيقن على ما يبدو، بعد كل النكبات التي اصابت البلد الصديق ولاسيما اثر انفجار مرفأ بيروت، ان لا جدوى من تقديم النصح ولا حتى التحذيرات لطبقة سياسية تتراشق على مرأى من العالم عبر وسائل اعلامهابتهم الفساد وتسرّب ملفات التورط فيها لمن يهمه الامر، فيما المطلوب منها تشكيل حكومة مهمة انقاذية في اسرع وقت للشروع في الاصلاحات، الشرط الاساسي لتقديم المساعدات الكفيلة بوقف الانهيار.

امس عبّر الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن يقينه هذا، برفع سقف خطابه مجددا، مستعيدا عبارات حادة ولاذعة في حق المسؤولين في لبنان ليخلص الى القول “لا يجب ان يبقى الشعب اللبناني رهينة بيد اي طبقة سياسية”. في كلام ماكرون اكثر من اشارة الى المسار الممكن ان تسلكه الامور في لبنان في ضوء اليأس من اقدام الطبقة الحاكمة على الانقاذ، فهل من خطوات جدية قد تقدم عليها فرنسا ومن خلفها عموم اوروبا لانتشال لبنان من الحفرة؟

تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ”المركزية” ان قبل ان تطأ قدما الرئيس الفرنسي بيروت في 21 الجاري، لا بدّ الا ان يطرأ تغيير ما على المستوى السياسي اللبناني. فإن تمكن الرئيس المكلف سعد الحريري من اخراج تشكيلته من عنق زجاجة الشروط والمطالب التي وضعه فيها فريق الحكم، يحضر ماكرون مرتاحا لامكان الشروع في التغيير المنشود، اما اذا استمرت في الدوران في الحلقة المفرغة، فثمة ما قد يطرأ انذاك، رافضة الكشف عن طبيعة “الطارئ”.

واشارت الى ان ملف لبنان الذي كان محط اهتمام فرنسي بداية، تتوسع دائرته وتمتد في الاتجاهين الاوروبي والعربي. وبعدما خضع لبحث معمق في القمة الفرنسية- المصرية امس    ، وقبله في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي الذي تناول الوضع في شرق المتوسط عموما، والعلاقة مع تركيا، سيكون له نصيب في محادثات القمة التي يعقدها زعماء الاتحاد غدا وبعد غد، الى جانب الازمة مع  تركيا على خلفية التوقف عن التنقيب في المياه المتنازع عليها شرقي البحر المتوسط، كما الملف النووي الايراني في ضوء ممارسات طهران الاخيرة في نطنز لجهة رفع التخصيب في اتجاه السلاح النووي من دون استبعاد الاشارة الى حزب الله ، وصدور موقف موحد داعم للبنان وللمبادرة الفرنسية الانقاذية والسعي لتزخيمها في المرحلة المقبلة.

وتتوقع ان يسبق ماكرون الى بيروت مسؤول فرنسي تحضيرا لارضية الزيارة الرئاسية وحث القوى على استعجال تشكيل حكومة والالتزام بالوعود التي قطعوها لرئيس فرنسا في اجتماع قصر الصنوبر، اضافة الى مسؤولين اوروبيين دعما للمبادرة الفرنسية وحثا على تنفيذها كآخر فرص الانقاذ.