أشار رئيس اتحادات ونقابات قطاع النقل البري في لبنان بسام طليس إلى أن “السلطة تعيش بتخبط نتيجة سياسات الحكومات المتعاقبة والتي حملت المواطن أعباء كبيرة من دون الأخذ برأيه، وهم اليوم يعطوننا دروسًا بالوطنية. الجميع يعرف أنه منذ شهر بدأ الحديث عن ترشيد الدعم أو رفعه، ومنذ يومين عقد اجتماع في السرايا شاركنا فيه مع رئيس الاتحاد العمالي العام، خرجنا بقناعة أنه لا توجد لدى السلطة أي رؤية واضحة في موضوع الدعم”.
وأضاف، في بيان بعد اجتماع اتحادات ونقابات قطاع النقل البري: “الوضع الراهن يجعل المواطن يسير أموره من دون وجود للدولة، وهو يدفع الرسوم والضرائب ومحاضر الضبط. لقاء ذلك، ماذا تفعل الدولة للمواطن. من واجباتها أن تسهل حياته وليس حصر دورها في جباية الرسوم فقط. في هذا البلد لا أحد يتحمل المسؤولية، المواطن هو المسؤول عن نفسه وهو يؤمن حاجاته بما تيسر له”.
وتابع: “قبل أن نكون سائقين نحن مواطنون وبشر، وعلى الدولة أن تتعاطى معنا كإنسان وليس كسلعة. نتوجه بسؤال للحكومة، هل لديها خطة نقل كاملة كي ترفع الدعم دون أن تحمل أعباء هذا القرار للمواطنين؟ هل يستطيع الموظف تحمل رفع الدعم عن المحروقات؟ نحن لن نسير في موضوع رفع الدعم، والمسؤولية تقع على الدولة التي هي مسؤولة عن وضع السياسة الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وحكومة تصريف الأعمال هي حكما مسؤولة عن استمرار أمور الناس الذين لم يعد بمقدورهم تحمل الأعباء الناتجة عن تصرفات الدولة. الحديث عن رفع الدعم أو ترشيده ومهما كانت التسميات، فان قطاع النقل والاتحاد العمالي يرفضان ذلك”.
وأوضح أن “قطاع النقل لا يتأثر فقط بالمحروقات، بل هناك قطع الغيار وغيار الزيت وباتت كلفتها عالية جدا. والمعلوم أن قطاع النقل هو أساسي في الدورة الاقتصادية المتكاملة ولن نقبل أن نميز أنفسنا عن باقي اللبنانيين”.
وختم: “موقفنا مبدئي مع الدعم للفقراء والمحتاجين، والدولة التي تحترم نفسها لا تقبل بتصنيف شعبها. لذلك موقفنا رافض المس بالدعم على أن تبقى اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة التطورات”، مشيرا الى أن “قانون الإعفاء من رسوم الميكانيك سيصدر في 31/12/2020 ونشكر وزير الداخلية على الطلب الى قوى الأمن الداخلي عدم التعرض للسائقين العموميين بهذا الخصوص. وطمأن طليس بأن المساعدات المالية ستستكمل بعدما أنجزت الملفات العائدة لها”.
من جهته، أكد رئيس اتحاد الولاء للسائقين العموميين أحمد الموسوي “رفض رفع الدعم”، داعيًا المسؤولين الى “اتخاذ قرارات تساعد الناس، وهذا يتطلب رجولة، والخيارات عديدة شرط البحث بعمق لإيجاد الحلول لأننا لم نعد نقبل بالذل”.
وقال الأمين العام لاتحاد السائقين العموميين علي محي الدين: “نطلق مجددا صرخة ألم وجوع الشعب اللبناني وبشكل خاص قطاع النقل الذي له دور أولي في الحركة الاقتصادية”، مؤكدا رفضه رفع الدعم عن المواد الأساسية.
واعتبر رئيس نقابة الشاحنات شفيق القسيس أن “إلغاء الدعم يؤثر سلبا على لقمة أصحاب الشاحنات الذين لهم النشاط الأساسي في نقل السلع والمواد”. وقال: “نحن ضد رفع الدعم وسنقوم بتحرك قوي بهذا الشأن لأنه لا يجوز أن نتحمل أكلافا إضافية لتأمين المحروقات التي نحتاجها”.