Site icon IMLebanon

منقوشة الفقراء… وداعاً!

كتب رمال جوني في صحيفة “نداء الوطن”:

 

لن تبقى المنقوشة فطور الفقراء، حتى المغمّسة بالزعتر باتت محرّمة عليهم، تخطّت بسعرها الـ3000 ليرة، وزمن الـ500 ولّى. يتّجه المواطن إلى خسارة “منقوشته” او أكلة الفقراء، شراؤها بات صعباً مع فورة الغلاء التي ستشهدها، لن تبقى سيّدة الفطور، ولن تصمد الأفران طويلاً، فالانهيار سيطالها، بعدما دقّت الدولة بكل أجهزتها آخر إسفين في مقدرات الشعب، “دعم الطحين وملحقاته”.

منذ سنة تقريباً، شهدت الأفران ارتفاعاً في أسعار منتجاتها، الزعتر بألف والجبنة بـ3000، لتسجل الزعتر بـ1500 و2000 فيما قفزت الجبنة الى الـ5000 ليرة.

حالة هستيريا أصابت الناس “شو؟ كيف؟ المنقوشة بـ 3000؟! خسر أبو محمد ترويقته المفضلة، اعتاد منذ زمن طويل على شراء منقوشة زعتر بـ1000 ليرة، يتناولها خلال فترة استراحته من جمع النفايات، مصدر عمله، وبات عاجزاً كما غيره عن شراء المنقوشة، فيوميته لا تتعدى الـ30 الف ليرة، قرر الاستغناء عنها على مضض، مع حسرته: “مين وصّلنا لهون؟”.

وحالة هستيريا يعيشها أصحاب الافران، لم يستوعبوا الفكرة حتى الساعة، بعضهم فضّل الإقفال بانتظار تبلور المشهد. يسيطر حديث الغلاء على زبائن فرن “فطايرنا”، الكل يسأل عن السعر. يحاول المعلم أحمد ان “يبلع الموسى”، فالكارثة دنت من مصلحته، يعيش حالة إرباك لم يعهدها سابقاً، يتحدّث عن رفع سعر الطحين أضعافاً، يؤكد أنّ المنقوشة مهدّدة ومصلحته أيضاً، ماذا لو خسر مصدر رزقه الوحيد؟ منذ زمن ويعمل فرّاناً، دخل الكار وأسّس ماركته داخله، فلكلّ فرن هويته في المناقيش. يبدو قلقاً، لم يهضم بعد ارتفاع اسعار الجبن والورق والغاز والخميرة والزيت حتى أدخلتهم الدولة “العلية” في نفق رفع الدعم عن الطحين، ما يعني في حساباته أن العجينة باتت بألف ليرة، أي ربّ العائلة لم يعد بمقدروه إعداد مناقيش لعائلته، فهي ستكلّفه عشرة آلاف ليرة في حين لا تتجاوز يوميته الـ30 ألفاً. كل ذلك يضعه المعلم في خانة حساباته، يؤكّد انه سيقف قرب الفقراء و”لكن قديش رح نصمد؟ الأزمة تشتدّ علينا والاسعار لا ترحم”. يؤكد ان الغاز ارتفع سعره وبات بـ67 الفاً بعدما كان بـ50 الفاً وسعر الورق 75 الفاً ويضاف اليه الزيت الذي تجاوز الخطوط الحمر بسعره، كل ذلك يهدّد مصلحتنا. بل يؤكد أنه في حال رفع الدعم معظم الافران ستقفل.

ما إن سرى حديث رفع الدعم حتى ارتفعت الاسعار، فالتجّار “ناطرين الفرصة”، يقول أحد الفرّانة الذي رفض التاجر بيعه كيس طحين بانتظار رفع سعره اكثر، بالرغم من تأكيده أنّه “زبونه منذ سنوات طويلة”، بحسب ما يقول “الكيس سيتخطّى المئة الف، حينها ستغلق كل الافران”.