كتبت ميليسا ج. أفرام:
في حين ظهرت فضائح البطاقات الصحافية المزورة للاستفادة من الاستثناءات خلال التدابير المتخذة لمكافحة فيروس كورونا، ما زال البعض ممن ينتحل صفة اعلامي يطل بوقاحة على العلن، من دون حواجز ولا نقاط تدقيق في هويته الإعلامية وشهاداته ومهنته الفعلية قبل اعتلاء المنابر الاعلامية.
ينصّب نفسه “إعلامياً” أو “إعلامية” على الشاشة بشكل يثير للجدل، يجلس أمام ضيوفه ويؤدي دور الحاكم والحكم على حياتهم الشخصية، وهو من يجهل أخلاقيات مهنة الاعلام، والاعلام له ليس سوى وسيلة للوصول إلى النجومية الموقتة والزائفة.
لطالما ناشد الاعلاميون المخضرمون وأصحاب الشهادات في عالم الصحافة المسؤولين تنظيم المهنة ووضع حد للمعتدين على أحد أهم وأعرق المهن في العالم.
انها السلطة الرابعة، صوت من لا صوت له، التي باتت مهنة مباحة للجميع.
هل رأيتم طبيباً أو محامياً أو مهندساً يمارس مهنته من دون شهادة اختصاص؟ لماذا يسمح لهؤلاء الدخلاء بالتعدي على المهنة وتشويه انجازات كبارها؟ الجمهور يتابع الانحطاط الاعلامي من دون أن يتمكن من التمييز بين المتمرس والدخيل.
على أصحاب الوسائل الاعلامية كافة، خصوصا أصحاب المحطات التلفزيونية تطبيق أدنى المعايير في مهنة الصحافة والعمل الإعلامي لتقديم الأفضل للمشاهد، فاللبناني منهك سياسياً واقتصادياً ومعنوياً، فليكن الاعلام نافذة الأمل وصورة لمجتمع أفضل… وكفانا انحطاطاً!