أشار رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر إلى أننا “نحن كحركة عمّالية نعاني الأمرّين من الوضع الاقتصادي الصعب وغياب المعالجات في ظل حكومة تصريف أعمال وعدم القدرة على تشكيل حكومة جديدة”.
وقال، خلال لقائع رئيس الجمهورية ميشال عون على رأس وفدمن الاتحاد: “نضع هذه المواضيع أمام فخامتكم لنقول نحن كشعب وكعمال مطلبنا الأول تشكيل حكومة من نظيفي الكفّ ليتمكنوا من إدارة الحلول في هذه الأيام الصعبة التي نعيشها بعيدًا عن المصالح والمحاصصات التي كانت على أساسها يتم تأليف الحكومات السابقة، حكومة جديدة تؤلف على أساس اتفاق استعمال المناصب العامة للخدمة العامة وليس للمصالح الخاصة”.
وأضاف: “خذا اللقاء هو مناسبة لنقل معاناة الشعب اللبناني في هذه الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها، والتي تكوّنت نتيجة سياسات اقتصادية مالية خاطئة منذ الاستقلال حتى اليوم وترسخت أكثر بعد التسوية التي حصلت عام 1990.”
وتابع:” نحن نعاني من ظروف اقتصادية صعبة أدت بالبلاد إلى شفير الانهيار في ظل غياب معالجات حقيقية وخطة اقتصادية آنية او مرحلية او مستقبلية. ونعيش كل يوم بيومه ونستيقظ يومياً على مشاكل لا تعد ولا تحصى. فالدعم كان عشوائياً للسلع الاساسية ومعالجة رفع الدعم أتت بصورة عشوائية ايضاً ولم يتم في اطار عملية منظمة. وقد حضرنا كأعضاء اتحاد اجتماعات اللجان التي حصلت في السرايا الحكومية وبعض الاجتماعات التي حصلت في مجلس النواب ايضاً ورأينا أن الامور تراوح مكانها. لذلك لجأنا الى عملية تصعيدية لأن الناس تطالبنا برفع الصوت وأعلنّا الاضراب، وقد حصلت بعض الاتصالات مع بعض الوزراء المعنيين ورئيس مجلس الوزراء وتوصلنا الى تفاهمات معينة، ويهمنا دعمكم الاساسي في هذا الاطار. فالتفاهمات تقوم على عدم المس بالطحين والرغيف. وإذا تم تخفيض فاتورة الدواء المستورد من الخارج بنحو 20 % والاعتماد على الجينيريك اللبناني نوفّر بذلك على الناس عملية رفع الدعم عن الدواء. كما أن هناك تفاهمات تحصل حالياً مع دولة العراق الشقيق بخصوص استيراد النفط التي قد تؤدي الى حلول ما من أجل عدم رفع الدعم عن المشتقات النفطية لأن ذلك سيكون له تداعيات كارثية على الشعب اللبناني”.
وأردف:” نحن يا فخامة الرئيس نتمنى دعمكم ورعايتكم لهذه التفاهمات التي حصلت والتي سترفع الى مجلس النواب. فرعايتكم الرئاسية والابوية تؤدي الى تنفيذ هذه التفاهمات ووضعها موضع التنفيذ، ونحيّيكم على جهودكم الرامية الى اعادة إحياء الدولة اللبنانية، دولة المؤسسات القائمة على محاربة الفساد وتحقيق الاصلاحات وعلى القضاء النزيه. نشدّ على ايديكم لأن همّنا الاساسي كعمال ومواطنين هو مكافحة الفساد وتحقيق الاصلاحات والقضاء النزيه الامر الذي يؤسس لحركة نهضوية دائمة في البلد”.
ولفت إلى أننا “نحن نعاني من أوضاع صرف للعمال، وإقفال المؤسسات وإنهيار القيمة الشرائية لليرة اللبنانية. وكل هذه الامور يتحملها بالدرجة الاولى المواطن اللبناني العادي. لذلك من الضرورة معالجة هذه الامور من قبل الوزراء المعنيين. فحكومة تصريف الاعمال بحاجة الى تفعيل في هذه المرحلة كي تتمكن من مواكبة هذه الاعمال والحلول لأننا نعاني من الجزء الاكبر من هذا الانهيار الذي يترسخ ويزيد سوءاً يوماً بعد يوم.”
وختم: “نتوجه بالتحية الى فخامتكم والى عملكم الجبّار في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ لبنان، وإن دعمكم الاساسي للتفاهمات التي حصلت تؤسس لبدء معالجة بسيطة للوضع وتبعد عنّا شبح رفع الدعم الكارثي في المرحلة المنظورة. ونشير في الختام الى موضوع التهريب وواقعه الذي يتطلب معالجة، لأننا من جهة نعمل على دعم بعض السلع ونراها من جهة اخرى تتسرب خارج لبنان”.
بدوره، ردّ عون على كلام الأسمر، مشددًا على “موافقته على ما جاء في كلمته”، وقال:” أنا أشعر بكل هذه المعاناة وأعرفها مباشرة من قبل الشعب، إذ أن أصدقائي ليسوا من الاثرياء، بل من عامة الناس الذين يعيشون اليوم كل هذه الازمات، من أزمة تأمين التعليم لأولادهم الى أزمة تأمين المأكل والمشرب وغيرها. نحن اليوم نعاني من مشكلة تأمين الاموال. فالمال الموجود في الخزينة محدود جداً ونعمل على تأمينه، ونحن من يعمل على ذلك وليس من صرف هذه الاموال”.