أشار رئيس المجلس النيابي نبيه بري في موقفه الاعلامي امس الاول والمنطوية على التشكيك في امكانية تحقيق زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الغاية المتوخاة منها في الثاني والثالث والعشرين من الجاري ، خصوصا لجهة تشكيل حكومة مهمة تنفذ الاصلاحات وتنهض بالبلاد، بدأت تتسع لتلامس اكثر من طرف ومسؤول محلي واجنبي اعرب بدوره عن تخوفه من استمرار الاوضاع في لبنان على تدهورها الى ما بعد رحيل الرئيس الاميركي دونالد ترامب عن البيت الابيض الذي يتشدد في اجراءاته وعقوباته على دول محور الممانعة ومنها بالطبع لبنان .
وليس بعيدا من هذه الصورة السوداء للايام والمرحلة المقبلة تتوقف اوساط معارضة عند الابعاد والخلفيات الحقيقية للخطوة القضائية التي اقدم عليها المحقق العدلي القاضي فادي صوان واستهدفت رئاسة الحكومة من خلال الادعاء على رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب وبعض الوزراء المحسوبين على اطراف لا تساند العهد راهنا، وذلك في خطوة اعتبرها المستهدفون انتقائية، زاد الشرخ القائم على المستوين الحكومي والسياسي تعميقا وفاقم التقوقع المذهبي الحاصل في البلاد كما جاء على لسان اكثر من مرجع ديني ومذهبي ونيابي حذر من استضعاف موقع الرئاسة الثانية والانقلاب على اتفاق الطائف وخلقُ اعراف جديدة ترمي الى تحويل الحكم في لبنان الى رئاسي .
واعتبرت الاوساط نفسها ان الخطوة القضائية هذه، لو كانت حسنة النية وترمي حقيقة الى كشف الجهة المسؤولة عن التفجير المجزرة الذي طاول مرفأ بيروت وعاصمتها ، وكانت سلكت الطريق الصحيح سواء من فوق بالتحقيق مع المراجع الرئاسية والوزارية والادارية المعنية ام من تحت اي مع الموظفين والعاملين في المرفأ، لكانت قطعت الطريق على المشككين والمعترضين وحظيت بالتجاوب المطلوب ،سيما وان الجميع في لبنان يلتقي على المطالبة بالقضاء النزيه والعادل والشفاف البعيد عن التدخلات السياسية والحزبية في شؤونه.
اما في الاسلوب والمضمون الذي انطوت عليه وارتكزت اليه خطوة القاضي صوان، فأن الاوساط نفسها ترى فيها التفافا سياسيا على المبادرة الفرنسية والزيارة الثالثة للرئيس ماكرون الى لبنان ، والتي استبقها متجاوبا مع مضمونها الرئيس المكلف سعد الحريري بتشكيله حكومة المهمة ،اعضاؤها من اهل الاختصاص وغير الحزبيين ، ولكنها لم تحظ بالقبول لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والفريق الموالي لنهجه السياسي ، وذلك لرهانهم على تسلم الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن زمام الامور في البيت الابيض وامكانية تغيير اسلوب تعاطيه مع طهران والعديد من دول المنطقة وملفاتها .