يرجّح العلماء أن النطاق الآخذ في الاتساع للأميبا التي تلتهم المخ ربما يرجع سببه إلى زيادة درجات الحرارة من تغير المناخ العالمي، وفقا لما نشره موقع “Live Science”.
تاريخيًا، حدثت عدوى “الأميبا الآكلة للدماغ” القاتلة في جنوب الولايات المتحدة. ولكن توصلت دراسة جديدة إلى أن الحالات ظهرت في أقصى الشمال في السنوات الأخيرة، على الأرجح بسبب تغير المناخ.
كائن أحادي الخلية
قام باحثو الدراسة، من المركز الأميركي لمكافحة الأمراض والوقاية منها CDC، بفحص حالات هذه الأميبا الآكلة للدماغ، والمعروفة باسم Naegleria fowleri، على مدى أربعة عقود في الولايات المتحدة. وتبين أنه على الرغم من أن عدد الحالات التي تحدث كل عام ظل كما هو تقريبًا، فإن النطاق الجغرافي لهذه الحالات يتحول للتوسع شمالًا، مع ظهور المزيد من الحالات في ولايات الغرب الأوسط أكثر من ذي قبل.
وفقًا لمركز CDC، إن الأميبا الآكلة للدماغ هي كائن أحادي الخلية موجود بشكل طبيعي في المياه العذبة الدافئة، مثل البحيرات والأنهار.
وتسبب الأميبا القاتلة عدوى دماغية مدمرة تُعرف باسم التهاب السحايا والدماغ الأميبي الأولي PAM، وهي قاتلة في جميع أنحاء العالم وتحدث العدوى بها تقريبًا عندما ترتفع المياه الملوثة إلى أنف الشخص، مما يسمح للكائن الحي بدخول الدماغ عبر الأعصاب الشمية (المسؤولة عن حاسة الشم) وتدمير أنسجة المخ. ويشير باحثو CDC إلى أن ابتلاع المياه الملوثة لا يسبب العدوى بالمرض المميت.
المياه العذبة الدافئة
نظرًا لأن الأميبا الآكلة للدماغ تزدهر في المياه الدافئة، حتى 45 درجة مئوية، فمن المحتمل أن ارتفاع درجات الحرارة عالميًا بسبب تغيرات المناخ ربما يؤثر على نطاق انتشارها جغرافيًا.
في الدراسة الجديدة، التي نُشرت منتصف الأسبوع الجاري في دورية Emerging Infectious Diseases المتخصصة في الأمراض المعدية الناشئة، قام الباحثون بتحليل الحالات الأميركية التي تعرضت للإصابة بالعدوى نتيجة للسباحة في البحيرات والبرك والأنهار أو الخزانات، في الفترة من عام 1978 إلى 2018. وحدد الباحثون عدد 85 حالة تفي بمعايير الدراسة (أي الحالات التي تم التأكد من قيامها بالسباحة في مياه عذبة مع توافر بيانات عن الموقع الذي حدثت فيه الإصابة).
كان عدد الحالات السنوية، التي تم اكتشافها خلال الفترة الزمنية المشار إليها عاليه، ثابتًا إلى حد ما، حيث تتراوح من صفر إلى ست حالات سنويًا. وتركزت معظم الحالات في الولايات الجنوبية بعدد إجمالي 74 حالة، ست حالات منها في الغرب الأوسط الأميركي، وتحديدًا في مينيسوتا وكانساس وإنديانا، ولوحظ أن خمسا من الحالات الست حدثت بعد 2010.
حوالي 13 كم شمالًا
وعندما استخدم فريق الباحثين نموذجًا لفحص الاتجاهات في أقصى خط عرض للحالات سنويًا، اكتشفوا أن خط العرض الأقصى قد تغير حوالي 13.3 كيلومتر شمالًا خلال فترة الدراسة.
ثم قام الباحثون بتحليل بيانات الطقس من تاريخ حدوث كل حالة تقريبًا، مما أظهر أنه في المتوسط، كانت درجات الحرارة اليومية في الأسبوعين اللذين سبقا كل حالة أعلى من المتوسط التاريخي لكل موقع.
وكتب الباحثون: “من الممكن أن يؤدي ارتفاع درجات الحرارة وما يترتب على ذلك من زيادات في القيام بأنشطة مائية ترفيهية، مثل السباحة والرياضات المائية، إلى تغيير علم الأوبئة فيما يتعلق بمرض التهاب السحايا”.
الطريقة الوحيدة لتجنب العدوى
وأوضح الباحثون أن الجهود المبذولة لوصف حالات PAM، مثل معرفة متى وأين تحدث هذه الحالات، والوعي بالتغيرات في نطاقها الجغرافي، يمكن أن تساعد في توعية وتحذير من تزايد خطورة التردد على بعض مناطق السباحة في المياه العذبة الدافئة.
ونظرًا لعدم وجود اختبار سريع لاكتشاف ما إذا كانت المياه ملوثة بأميبا آكلة للدماغ، فإن نتائج الدراسة تخلص إلى أن الطريقة الوحيدة المؤكدة لمنع هذه العدوى هي تجنب السباحة في المياه العذبة الدافئة. وإذا اختار شخص السباحة في المياه العذبة الدافئة، يجب أن يتجنب ارتفاع الماء إلى أنفه عن طريق إغلاق استخدام مشابك الأنف أو إبقاء الرأس فوق الماء طوال الوقت.