في تصريحات غير مسبوقة، قبيل بدء عمل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، اعطى المرشد الإيراني علي خامنئي الضوء الأخضر لحكومة حسن روحاني من اجل التفاوض مع واشنطن. وتبعته بعد يوم تصريحات للرئيس الإيراني “بانه واثق من ان الولايات المتحدة الاميركية ستعود لالتزاماتها بالاتفاق النووي وسترفع العقوبات”.
واتت التصريحات الايرانية بعد اسبوع على قول مستشار الأمن القومي للرئيس المنتخب جو بايدن جيك سوليفان “ان الإدارة المقبلة تريد إعادة إيران “إلى الصندوق” من خلال الرجوع إلى الاتفاق النووي وإجبار طهران على الامتثال لشروط الاتفاقية الأصلية”.
وفي الاطار، توقّعت اوساط دبلوماسية عبر “المركزية” صدور موقف واضح من الجمهورية الاسلامية بخصوص الاتفاق النووي بعد تثبيت رئاسة بايدن في 20 كانون الثاني المقبل، لاسيما وان كلام خامنئي منذ ايام يُسهم في استعجال المفاوضات مع واشنطن.
وفي وقت نُقل عن مصادر مقرّبة من الرئيس المُنتخب بايدن انه لن يتردد في استخدام نفس سلاح سلفه الرئيس دونالد ترامب ضد ايران المتمثّل بالعقوبات لترتيب السياسة الخارجية، لافتةً الى “ان اجراء تغييرات بشأن العقوبات ضد ايران والصين يحتاج للوقت”، ذكّرت الاوساط الدبلوماسية “ان إدارة الرئيس ترامب نفسها اعلنت قبل الانتخابات الرئاسية انه سيستأنف المفاوضات مع ايران اذا عاد الى المكتب البيضاوي، الا انه لم يوفّق في الانتخابات، لكن الرئيس بايدن سيتولى المهمة”.
واوضحت الاوساط “ان هنالك موقفاً اميركياً واضحاً بعدم القبول بالاتفاق النووي كما كان قبل خروج ترامب منه، وان لا بد من اعادة النظر فيه وتعديله”.
وشددت على “ان هذا الموقف لم يعد اميركياً بل بات موقف الموقّعين على الاتفاق اي مجموعة (5+1) وان بنسب مختلفة بين الاوروبيين وروسيا وبين الصين”، مشيرةً الى “ان الخطوة ستفتح الباب امام مستجدات في المنطقة، خصوصا ان سبق لايران ان رحّبت باي اتفاق فلسطيني-اسرائيلي للسلام بالتزامن مع خطوات التطبيع القائمة على قدم وساق”.
وعليه، اكدت الاوساط الدبلوماسية “ان 2021 سيكون عاماً مفصلياً على المنطقة، حيث ستدخل في مسار تغييرات جذرية وتحوّلات مهمة ستترك مضاعفاتها على ساحات عربية عدة منها لبنان في ظل تغيير في موازين القوى. فلبنان ساحة صراع اساسية بين محورين، الاول بقيادة الولايات المتحدة الاميركية وحلفائها الخليجيين وبعض الاوروبيين، والثاني بقيادة ايران وحلفائها واذرعها العسكرية ابرزها حزب الله. من هنا لبنان لن يكون بمنأى عن تغييرات العام 2021، التي ستُسهم في انضاج مشروع سياسي انقاذي يرتكز على الاصلاحات الاساسية التي باتت الف باء التعاطي الدولي مع لبنان”.
من هنا، لفتت الاوساط الى “ان لبنان سيكون في صلب التغييرات المقبلة على المنطقة، ومتى عادت ايران الى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي فإن ورقة حزب الله ستكون من ضمن الاوراق على الطاولة، بإعتبار ان دور ايران في المنطقة وانشطتها العسكرية في اكثر من ميدان عربي لن تبقى كما هي عليه”.