اختتم رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، اليوم، زيارته الرسمية الأولى إلى تركيا، التقى خلالها الرئيس رجب طيب أردوغان. إذ تعدّ بغداد وأنقرة جارتين ترتبطان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية واسعة ودافئة.
وحملت الزيارة، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة “المركزية”، عنوانين بارزين، الاول أمني يتعلق بمحاربة الجماعات الإرهابية التي تسبّبت بأزمة بين البلدين في السابق والتواجد التركي داخل الأراضي العراقية موضوع حزب العمال الكردستاني، والثاني اقتصادي يتعلّق بالاستثمار والطاقة والمياه والربط السككي والتأشيرة والأموال المجمدة وغيرها.
وتأتي الزيارة، وفق المصادر، من ضمن الانفتاح العراقي على دول الجوار ومنها تركيا. فالكاظمي اتخذ القرار بالخروج عن السيطرة الايرانية على القرار العراقي ويسعى للانفتاح على الخارج، ويطالب بسيادة واستقلال العراق وان تكون سياسته الخارجية مستقلة عن ايران، لا ان تبقى العلاقات رهينة بيد ايران التي تتحكم بمفاصل الدولة وتقرر سياسة العراق الخارجية وفقاً لمصالحها الخاصة.
هذا من جهة، اما من جهة أخرى، فتنقل اوساط سياسية عن مسؤولين عراقيين ان الوضع في العراق دقيق نتيجة الخلاف المستجد بين المرجعية الشيعية العليا في العراق علي السيستاني والمرجعية الايرانية علي خامنئي، حول الحشد الشعبي والميليشيات الايرانية في العراق.
وفي هذا الإطار، تشير المصادر، الى ان السيستاني طالب بحل هذه الميليشيات ودخول العناصر الى الجيش، معرباً عن استيائه ممن دخل الجيش ويتقاضى راتبه من القيادات ويأتمر بأوامر طهران. كما يدعم السيستاني الكاظمي في مشروعه المطالب بسيادة وحرية واستقلال العراق بعيدا عن التدخل الايراني، ويؤكد على عروبة العراق والا ينقطع عن محيطه العربي وان يحافظ على علاقاته الدولية خاصة مع الولايات المتحدة الاميركية واوروبا والغرب، وفي الوقت نفسه يشدد السيستاني على حسن الجيرة مع ايران التي تربطها بالعراق مصالح اقتصادية واجتماعية مهمة. كما يدعم السيستاني الكاظمي في الانتخابات المبكرة في البلاد، وفي مكافحة الرشوة والفساد واستعادة الاموال المنهوبة، وهو على خلاف مع ايران لأنها تدعم هؤلاء الفاسدين وعلى رأسهم نوري المالكي والحشد الشعبي وحزب الله العراقي وكل الفصائل الايرانية العاملة في العراق.
يضاف الى هذا الصراع، خلاف بين السلطة في بغداد والحكم في كردستان، حيث تتهم حكومة بغداد السلطة في كردستان والسليمانية بهدر الاموال العامة وسرقتها وهي تقدر بالمليارات، تزامنت مع تظاهرات في بعض المناطق الشيعية ويافطات ترفع “بدنا اصلاح ما بدنا ايران” ومطالبة بـ”اسقاط اللصوص”.
وتتوجه أنظار العراقيين إلى الزيارات المتعددة لرئيس الوزراء إلى عدد من الدول العربية والغربية، والجميع بانتظار ما ستتمخض عنها من تداعيات ونتائج، في ظل الأزمات التي يشهدها العراق. فالكاظمي يحاول ايجاد لون سياسي مختلف عن اللون الذي تسيّد المشهد العراقي طيلة السبعة عشر عاماً الماضية. فهل ستشكل انطلاقة جديدة للبلاد أم أنها علامة على تعثّر الحكومة العراقية، تسأل المصادر.