Site icon IMLebanon

سرّ الاستمتاع بمائدة الميلاد بِلا خوف على الوزن

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

ها نحن على موعد مع أسبوعين حافلين بـ”التَخبيص الغذائي” العشوائي، الذي يمكن أن يؤدي إلى اكتساب كيلوغرامات كثيرة قد يصعب التخلّص منها بسهولة. يرجع السبب إلى أنّ مائدة الميلاد ورأس السنة تتضمّن أطباقاً شهيّة تصعب مقاومتها ولا تتوافر عموماً إلّا في المناسبات، وغالباً ما تكون دسمة وغنيّة بالسعرات الحرارية. فكيف يجب التصرّف خلال هذه الفترة؟

في بداية حديثها لـ«الجمهورية»، أكدت اختصاصية التغذية عبير أبو رجيلي على أنه «وبِغضّ النظر عن نوع المناسبة، فإنّ سرّ الحفاظ على الوزن وتفادي الكيلوغرامات الإضافية والاستمتاع بالأكل بعيداً من مشاعر الخوف والذنب هو الاعتدال في الأكل وتنظيم الوجبات. ففي حال الإفراط في الطعام يوم العيد، فإنّ هذا التصرّف ذلك لن يُحدث تغييراً جذرياً في المظهر، شرط الانتباه في اليوم التالي الى الكمية والنوعية، جنباً إلى القيام ببعض التمارين الرياضية». ونصحت بـ«بدء يوم عيد الميلاد بوجبة الفطور وليس حذفها، كما هو شائع، مع الحرص على أن تكون خفيفة مثل ساندويش لبنة أو جبنة مع خبز مصنوع من الحبوب الكاملة وخضار متنوّعة، أو بيضتين مع خضار، أو بعض الشوفان مع لبن قليل الدسم. أمّا على الغداء، فيمكن تناول سَلطة خضار أو ساندويش صغير مصنوع من الحبوب الكاملة».

وبالنسبة إلى عشاء الميلاد، قالت أبو رجيلي إنه «يُسمح بتناول القليل من كل شيء، شرط التصرّف بذكاء. فبدلاً من لقمشة التشيبس والمكسّرات، يمكن اختيار الجزر أو القرنبيط مع الخردل أو البندورة الكرزية. كذلك يمكن استبدال الوجبات الدسمة والمعجنات والمقالي بالمأكولات المشوية، وتفادي الخلط بين أصناف كثيرة من الطعام والحلويات».

وتابعت: «يجب بدء أي عشاء بسَلطة الخضار، مع الحذر من الصلصة التي قد ترفع الوحدات الحرارية بشكلٍ هائل. فالسَلطة التي تحتوي على صلصة صحّية، كالخلّ أو الخردل، قد تزوّد الجسم بنحو 200 كالوري، في حين أنّ السَلطة ذاتها مع صلصات أخرى دسِمة قد يصل مجموع وحداتها الحرارية إلى 400 أو 500 كالوري، لتصبح بذلك غير مفيدة إطلاقاً».

وعرضت في ما يلي خصائص أهمّ المأكولات المتوافرة في هذه الليلة المجيدة:

الديك الرومي

يُعتبر الطبق الأساسي المُعتمد عليه عموماً، ويُقدّم مع الأرزّ والمكسّرات والكستناء. لا شكّ في أنّ هذا المصدر الحيواني يحتوي على نسبة عالية من البروتينات، والفيتامينات كالـA وB6 وB12، ومعادن مثل الزنك والكالسيوم والبوتاسيوم. وفي المقابل، يتميّز بأنه قليل الدهون، خصوصاً في منطقة الصدر التي يُنصح باستهلاكها مع إزالة الجلد عنها، والاكتفاء بكوبٍ من الأرزّ وتقليل مزيج المكسّرات. ولقد وجدت الأبحاث العلمية أنّ الديك الرومي يحسّن المزاج ويخفض الأرق لغِناه بالأحماض الأمينية، كالتريبتوفان.

الأرزّ مع الدجاج أو المشاوي

يميل العديد من الأشخاص إلى اختيار الأرزّ مع الدجاج كطبق رئيس ليلة الميلاد، وهنا أيضاً يجب الاكتفاء بسَكب كمية قليلة من الأرزّ وتخصيص المساحة الأكبر للبروتينات، وتحديداً الصدر المَنزوع الجلد. وبالنسبة لمَن يختار المشاوي، فمن الأفضل أن تكون من لحم البقر الخالي من الدهون، والحذر من بلوغها درجة الاحتراق وإلّا تشكّلت عليها طبقة سوداء رُبطت بتحفيزها خطر الإصابة بالسرطان.

السوشي

أمّا لعشّاق السوشي، فيجب عليهم أن يحذروا من هذا الطبق الياباني وأن يتناولوه باعتدال، أي عدم تخطّي 10 قطع، بما أنّ كل قطعة تحتوي على نحو 50 كالوري. كذلك يُستحسن التركيز أكثر على الساشيمي بدلاً من تلك التي تحتوي على الأرزّ ومكوّنات وصلصات دسمة.

الأجبان مع النبيذ

ولمَن يفضّل الاحتفال مع العائلة أو الأصدقاء بالـ»Cheese & Wine»، فعليه احتساء كأس نبيذ بدلاً من سناك في اليوم، والمَيل إلى اختيار الأجبان المنخفضة الدهون كالأنواع البيضاء بدلاً من الصفراء. والأفضل الاستمتاع بها من دون خبز لتخفيف السعرات الحرارية.

الليكور والـ«Bûche»

إنّ المشروبات يمكن أن تكون «قنبلة» من الوحدات الحرارية، واللافت أنّ 30 ملل فقط من الليكور تحتوي على 90 كالوري. والأخطر أنّ احتساءَه يترافَق غالباً مع الشوكولا، وكل حبّة متوسطة الحجم تحتوي من 55 إلى 60 كالوري.

وفي ما يخصّ الـ»Bûche»، فإنّ القطعة الواحدة منه قد تزوّد الجسم ما بين 300 إلى 350 كالوري. لذلك، يُفضّل عند تناوله تَخفيف كمية الأكل خلال اليوم، أو تناوله لمرّة واحدة بدلاً من وجبة الفطور تفادياً لزيادة الوزن.

أشهر حلويات الميلاد عالمياً

وأخيراً، تطرّقت أبو رجيلي إلى حلويات عيد الميلاد التي تُحضّر وتُقدّم في بعض البلدان منذ القِدم. وفي ما يلي جولة عالمية سريعة على أشهر الأنواع، علماً أنه يمكن إيجاد بعضها في السوبر ماركت وحتى في متاجر الحلويات:

– بريطانيا: تحتوي معظم حلويات الميلاد على الفاكهة المجففة والمكسّرات.

– اسكتلندا: يتمّ تحضير كعك التفاح والـ«Cranachan».

– إيرلندا: تشتهر بالـ»Guinness Cake» الذي يملك مذاقاً حلواً ويُحضّر بشراب الشعير الداكن.

– أستراليا: تقدّم بسكويتاً يُعرف بالـ»روكي رود» الذي يُصنع بشوكولا الحليب والـ«Marshmallow» الملوّن. كذلك، يتمّ أحياناً تقديم الـ»Cup Cake» مع البوظة.

– المكسيك وأميركا الجنوبية والوسطى: تشتهر هذه البلدان بتحضير كعك الـ»Tres Leches» الشَبيه بالتاج المُزيّن بالفاكهة والمكسّرات.

– اليونان: يتم تقديم ميلوماكارونا، وشَكله مثل الكعك الحلو مع العسل.

– إيطاليا: تشتهر بنوعين من الحلويات كعك الـ«Pandoro»، والـ«Panettone» الذي هو عبارة عن فطيرة خفيفة مع فاكهة حلوة.

– فرنسا: تقدّم الـ«Yule Log» الذي يعود الى العصور الوسطى، ويُحضّر بطريقة شبيهة بالشجرة المقطّعة ويُرشّ عليها بودرة السكّر.