حطت الرحلة 555 القادمة من تل أبيب في مطار الرباط سلا الدولي، الثلاثاء، لتكون أول رحلة لطيران إلعال الإسرائيلي إلى المغرب، حاملة على متنها وفدا يضم مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، برئاسة، جاريد كوشنير، مستشار الرئيس الأميركي.
وأتتي زيارة الوفد المشترك للرباط بعد توقيع اتفاق سلام بين إسرائيل والمغرب برعاية أميركية.
ويضم الوفد مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، مئير بن شابات، ومدير عام وزارة الخارجية، ألون أوشبيز، ومسؤولين من وزارات إسرائيلية مختلفة، بالإضافة إلى وفد أميركي يرأسه كوشنر، والمبعوث إلى الشرق الأوسط، أفي بركوفيتش، ورئيس قسم الاستثمارات الدولية الأميركية، آدم بولر.
وتعد المغرب الدولة الرابعة التي تلتحق باتفاقات إبراهيم بعد الإمارات والبحرين والسودان.
وأكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية، الثلاثاء، أنه سيتم توقيع عدة اتفاقيات مع المغرب من بينها فتح مكاتب اتصال لكلا الدولتين وفتح خطوط جوية مباشرة بين البلدين.
وقالت الخارجية الإسرائيلية في بيان “سيتم التوقيع على عدة اتفاقيات أيضا في مجالات الري والزراعة التجارة والتكنولوجية والصرف المالي وكل الإجراءات لتأشيرات الدخول إلى كلا البلدين”.
وامل كوشنر قبيل إقلاع الطائرة من مطار بن غوريون في أن تؤدي هذه الرحلة إلى انطلاقة مشابهة لتلك التي كانت بين إسرائيل والإمارات.
وأكد أنه سيتم التوقيع اليوم على اتفاقات مشتركة للبلدين كي يكون السلام حارا، فيما أوضح بن شابات أن هدف بلاده هو ترجمة الاتفاقات السياسية إلى اتفاقات عملية على أرض الواقع في مجالات الطيران والزارعة والاقتصاد والمياه، معتبرا أن “التاريخ يكتب أمام أعيننا”.
وقال المسؤول في قسم الشرق الأوسط في الخارجية الإسرائيلية، ليئور بن دور، لـ”الحرة” إنه رغم أن العلاقات بين إسرائيل والمغرب كانت موجودة منذ عام 1994 ولكنها توقفت مع اندلاع الانتفاضة الثانية عام 2000″.
وأضاف أنه “حتى خلال السنوات العشرين الماضية حافظ الطرفان على اتصالات وتعاون في مجالات مختلفة وأبرزها السياحة، حيث أن ما يعادل خمسين ألف إسرائيلي زار المغرب خلال العام الماضي”، متوقعا “ازدياد هذا العدد مع إقامة العلاقات الرسمية”.
وأشار بن دور إلى أنه “منذ الإعلان عن إقامة علاقات رسمية بين البلدين، بدأ رجال أعمال من إسرائيل والمغرب في إجراء اتصالات معه ومع آخرين في وزارة الخارجية من أجل دراسة الإمكانيات لخوض مشاريع مشتركة”.
وتبلغ الجالية اليهودية المغاربية في إسرائيل حوالي مليون نسمة بعضهم يشغل مناصب رفيعة مثل وزيرة الموصلات ميري ريجيف، ووزير الداخلية أرية درعي، والوزير في وزارة الدفاع ميخائيل بيطون.
وأكد مسؤول أميركي كان على متن الطائرة المتجهة إلى المغرب أن دولا أخرى قد تنضم قريبا إلى هذه الاتفاقات دون تسميتها، لكنه أضاف أن “العمل جار من أجل ضمها”، مشيرا إلى “أن لكل دولة مطالب وهواجس مختلفة وأن ما فعلته الإدارة الأميركية في الفترة الماضية هو الإصغاء لها والعمل على تلبيتها وهو ما أفضى إلى اتفاقات إبراهيم”.
وستسمر هذه الزيارة حوالي اثنتي عشرة ساعة على أن تعود إلى إسرائيل مباشرة قبل البدء في فرض الإجراءات الملزمة لكل العائدين من خارج البلاد بالبقاء في حجر صحي داخل فنادق معزولة تفاديا لتفشي فيروس كورونا المستجد.
وفيما يخص الملف الفلسطيني فقد أوضح مسؤول أميركي كان على متن الطائرة أن الباب لا يزال مفتوحا من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات، واعتبر أن تكرار النهج السابق لن يؤدي إلى نتائج “وإنما يجب العمل بطرق جديدة من أجل تغيير معادلة الصراع”.