Site icon IMLebanon

بعد المرفأ… عين إسرائيل على مطار بيروت!

منذ انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي تردد كلام لم يُثبت بالقرائن حتى الآن عن دورٍ لإسرائيل في ما حصل. وفي المقابل ايضًا، تردد كلام عن دور الطبقة السياسية واجهزة امنية في الانفجار من باب الاهمال والتقصير سواء “عن سابق قصد او تصميم” وهو ما يُستنتج اقلّه من سير التحقيقات التي يقوم بها المحقق العدلي القاضي فادي صوان.

الا ان معظم التحليلات اجمعت على ان إسرائيل هي المستفيد الأول من دمار المرفأ “عن بكرة ابيه” وتكبُّد لبنان خسائر بعشرات مليارات الدولارات وحاجته الى مليارات اضافية لإعادة إعماره كي يعود مجدداً الى العمل في فترة قد تتجاوز الاربع سنوات كما هو متوقّع.

وعلى قاعدة “مصائب قوم عند قوم فوائد” التي تنطبق على مرفأ حيفا الذي بات يُشكّل وجهة بحرية اساسية لحركة الملاحة في المنطقة بدلاً من مرفأ بيروت الذي كان يلعب دوراً إستراتيجياً في هذا المجال عبر التاريخ، يبدو ان عين اسرائيل على مرافئ حيوية اخرى للبنان تسرق وهج مرافقها العامة مستفيدةً من الجوّ الدولي التصعيدي تجاه لبنان بسبب حزب الله المُتّهم بالسيطرة على هذه المرافق العامة البرية والبحرية والجوية خدمةً للمشروع الايراني.

وفي الاطار، تكشف اوساط دبلوماسية عبر “المركزية” نقلا عن مسؤولين اميركيين “ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يمارس نوعاً من الضغط على مسؤوليين امنيين اميركيين لوضع عقوبات على مطار رفيق الحريري الدولي من ضمن رزم العقوبات التي تصدرها من وقت الى اخر وزارة الخزانة الاميركية، وذلك بحجة انه يقع تحت سيطرة حزب الله الذي يستخدمه وايران لاغراضهما ونقل السلاح والممنوعات، وان المطار خارج مراقبة المسؤولين اللبنانيين وهو تحت سيطرة الحزب مباشرةً”.

وينطلق نتنياهو من مطالعته حول مطار بيروت الدولي من انه يُشكّل قاعدة جوية لايران لنقل السلاح والمال الى حزب الله، كما انه يقع جغرافياً ضمن منطقة سبق واشار عبر خرائط رفعها من على منبر الامم المتحدة، انها تحوي على مخازن اسلحة بالاضافة الى مناطق لبنانية اخرى في الجنوب وجبل لبنان وبيروت والبقاع.

وفي حين تنفي اوساط مسؤولة في المطار لـ”المركزية” مزاعم نتنياهو، عزت اوساط سياسية قريبة من الضاحية لـ”المركزية” موقف نتنياهو الى خلفيات شخصية لتعويم وضعه الداخلي المتأزّم نتيجة ملاحقته بقضايا فساد وتصاعد اسهم خصومه السياسيين، لاسيما حزب ابيض اسود الذي يستعدّ لخوض الانتخابات التشريعية ضدّه وحصد الاكثرية داخل الكنيست”.

واعتبرت الاوساط السياسية القريبة من الضاحية “ان الهدف من مزاعم نتنياهو تعطيل مطار بيروت خدمةً لمطار بن غوريون في اسرائيل، وذلك بالتزامن مع انطلاق قطار التطبيع والانفتاح الاسرائيلي العربي، اذ يسعى نتنياهو الى تحويل مطار بيروت الى صورة طبق الاصل عن مطار غزة باعتباره يُشكّل خطراً على الملاحة الجوية، فتوقف شركات الطيران الاجنبية تسيير رحلات الى مطار بيروت بحجّة انه يُشكّل خطراً على سلامة المسافرين، وهذا ينعكس على سُمعة لبنان ويشوّه صورته العالمية، ويُخرجه بالتالي من النظام العالمي”.

ولفتت الاوساط الى “ان اسرائيل التي تسعى للاستفادة من انفجار مرفأ بيروت، تحاول تعطيل المرفق الجوي اي المطار بعد تعطيل المرفأ البحري لكي تتمكن من ان تحل محل لبنان على خريطة المتوسط”.