كرّت في الاونة الاخيرة سبحة مواقف من شخصيات سياسية عدة تدور في فلك فريق 8 آذار تتناول تارة وجوب عقد مؤتمر تأسيسي واخرى اجراء عقد اجتماعي واعادة صياغة نظام جديد باعتبار ان النظام الحالي اثبت سقوطه وفشله. ومن لم يتحدث في العلن يقولها سراً، ما يعزز الشكوك في امكان ان يكون هذا الفريق خلف الدفع بقوة نحو الانهيار الشامل وصولا الى اللحظة المناسبة لفرض تغيير النظام، من دون استبعاد فرضية ان يكون كل ذلك في اطار ممارسة الضغوط ليس الا.
منذ ايام غرّد رئيس الحزب “الديمقراطي اللبناني” النائب طلال أرسلان على حسابه عبر “تويتر”: “حين أعلنا في العام 2009 عن المؤتمر التأسيسي وضرورة إعادة صياغة نظام جديد بعد سقوط النظام الحالي بكل أشكاله علت الأصوات ضدّنا”. وقال: “اليوم يتحدّث الجميع في هذا الأمر سرّاً وعلناً، بعد أن تأكدوا أن لا قيامة للبنان بنظامه الحالي”.
وأضاف: “المكابرة لا تنفع، ولا اعتماد سياسة النعامة، مطلوب حوار صريح”. وقبله كان كلام لرئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب في الخانة نفسها، الامر الذي تقرأ فيه معراب مؤشرات غير مطمئنة وهي المتمسكة بدستور الطائف ووجوب تنفيذ البنود غير المنفذة بعد اكثر من ثلاثين سنة على اعتماده لا سيما تسليم السلاح وحصره بالشرعية.
تقول اوساط سياسية في معراب لـ”المركزية” اذا ثبت ان ثمة من يريد التغيير فسنكون امام خيارين، تطبيق الدستور بحرفيته ثم استكمال العمل على سائر البنود المتصلة بتطويره، او وفي حال تبين ان اي طرف يسعى نحو طرح عقد اجتماعي جديد يضع المسيحيين تحديدا امام خيار المثالثة، آنذاك سيكون لنا مشروع آخر يواجه محاولة فتح باب الدستور لتعزيز صلاحيات ودور فريق على حساب ميثاق العيش المشترك.
كيف وعلام يرتكز هذا المشروع؟ تفيد الاوساط، ان معراب اعدت طرحا متكاملا وستعد جدول اعمال المؤتمر التأسيسي، ان ارادوه، بحيث يمنع المس بالمناصفة والشراكة اللذين دفع اللبنانيون اثمانا باهظة لتكريسهما وباتا نموذجا يجري العمل على تطبيقه في دول تشهد صراعات طائفية.
وتبعا لذلك، فالوقوف مكتوفي الايدي ازاء محاولات من هذا النوع ضرب من الخيال، خصوصا بالنسبة الى موقعي رئاسة الجمهورية وقيادة الجيش. فإن ارادوا البحث في تطبيق المثالثة سنطرح طبيعة النظام برمته وصولا الى اللامركزية، اذا ما استدعت الحاجة لمنع الاستيلاء او انتزاع اي موقع او حصة او تمثيل للمسيحيين، من دون ان نكشف راهنا عن تفاصيل طرحنا الجاهز. آنذاك سيتجه النقاش في اتجاه آخر وليكسب من يكسب.