كتب محمد دهشة في صحيفة نداء الوطن:
أيام قليلة ويقفل العام 2020 على أزمات مفتوحة بلا حلول، عنوانها “كلّ شيء بات غالياً.. الّا المواطن أصبح رخيصاً ومجرّد رقم بعد أصفار متعدّدة، ليبقى في دوامة المعاناة، يترنّح بين الهواجس الصحّية التي تطارده في صحّته بعد تفشّي جائحة “كورونا”، وبين الضائقة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي تكوي الجيوب والقلوب في الغلاء وارتفاع الأسعار والدولار.
ولا يُخفي أبناء صيدا مخاوفهم من الارتفاع المطّرد في الأسعار، وباتوا يخشون فقدان مواد استهلاكية أساسية وقد رفعت بعض الافران في المدينة سعر ربطة الخبز 250 ليرة لبنانية، فيما بدأت أصناف من الأدوية تختفي من الصيدليات نهائياً، ولاسيّما أدوية الضغط والسكّري، مع الإقبال على تخزينها، بينما أسعار الفواكه والخضار حلّقت عالياً وقد أصبحت من الكماليات، بعد العجز عن شراء اللحوم والدجاج والاسماك.
وفيما يتوقّع أن يسجل تفشّي الفيروس قفزة نوعية في الأسابيع الأولى من العام الجديد، بدأت المؤشّرات السلبية تدقّ ناقوس الخطر، لجهة ارتفاع عدد الاصابات ودخول المستشفيات، وِفق ما يؤكّد مدير غرفة إدارة الأزمات والكوارث في بلدية صيدا مصطفى حجازي لـ”نداء الوطن”، قبل أن يضيف: “نخشى من الأسوأ القادم اذا ظلّ الناس غير ملتزمين بالإجراءات الوقائية”، كاشفاً “انّنا اتّفقنا على رفع حملات التوعية لأنها المدماك الأساس لمواجهة التفشّي في هذه المرحلة بانتظار وصول اللقاح”. وأظهرت الإحصائية الأسبوعية الأخيرة للغرفة ارتفاع عدد الحالات في قرى إتّحاد بلديات صيدا – الزهراني الى591 حالة نشطة، بعد انخفاضها الأسبوع الماضي وتوزّعت على 194 إصابة وحالتي وفاة و149 حالة شفاء خلال إسبوع واحد.
وفيما تتركّز الجهود لمواجهة الكارثة الصحّية على المعادلة الثلاثية: التوعية والإلتزام بالاجراءات الوقائية، استكمال تجهيز المستشفيات وانتظار وصول اللقاحات، تحدّث مدير مستشفى صيدا الحكومي الدكتور أحمد الصمدي عن دخول ما بين 30 و35 مريضاً الى المستشفى حالياً بين غرفة عناية وغرف عادية، بينما كان عدد المرضى خلال الفترة السابقة نحو 20 مريضاً، وهذا يدلّ على ارتفاع عدد الاصابات وتزايد الدخول الى قسم الطوارئ المخصّص ما اضطرّنا لافتتاح الطابق الثاني الذي كان محضّراً لحالات “كورونا”، فمن هم بحاجة لدخول المستشفى يتم ّادخالهم، ومن كانت حالتهم متوسطة ولا تستدعي ذلك تتم متابعتهم في منازلهم”.
توازياً، خلص الإجتماع التنسيقي الدوري حول مستجدّات “كورونا” الذي انعقد بدعوة من النائبة بهية الحريري في مجدليون، الى تفعيل إجراءات الوقاية والتوعية بالتعاون مع الصليب الأحمر اللبناني وتكثيف الإجراءات الوقائية والتشدّد بها، لا سيّما في الأماكن العامة. وأكّدت الحريري أنّ خطر “كورونا” ما زال قائماً ويستمرّ بالإنتشار وهناك تطوّر، سواء في عدد الإصابات أو في ما استجدّ من سلالة جديدة، ما يتطلّب رفع درجة الجهوزية الوقائية والإستشفائية، وعدم الركون الى الإسترخاء، “خصوصاً واننا لمسنا تراجعاً في نسبة الالتزام بالإجراءات الوقائية خلال شهر الأعياد”.