كتب عيسى يحيى في صحيفة نداء الوطن:
تتزايد مخاوف أهالي بعلبك من عودة الإنتشار السريع لفيروس “كورونا” وإرتفاع معدّل الإصابات، بعد غياب الإجراءات الوقائية خلال عيد الميلاد والتحضيرات لرأس السنة، وغياب الوعي عند بعض المواطنين الذين يمارسون حياتهم بشكل طبيعي.
وبالرغم من التطمينات التي تصدر عن المسؤولين في المنطقة بانخفاض أعداد الإصابات في بعلبك، تصدّرت المدينة قبل أيام، باقي المدن من حيث عدد الإصابات وِفق بيانات وزارة الصحة، ليتساءل الناس عن فحوى بث الأخبار المطمئنة والتي تدفعهم إلى العودة لممارسة حياتهم بشكل طبيعي، والوقوع في شرك الإقفال الذي أثقل كاهلهم وكاهل أصحاب المؤسّسات والمحال التي أصبحت عاجزة عن الإستمرار. وفيما أعلن محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر إنخفاض معدّل الإصابات في المدينة، بعد الإجراءات التي إتخذت فيها والخطط الصحّية التي نفّذت بالتعاون مع الجهات المعنية، لقيت تغريدته سلسلة إنتقادات من المواطنين.
وعزا مصدر مطلع لـ”نداء الوطن” إنخفاض عدد الإصابات في بعلبك “الى تخفيض عدد الفحوصات المجّانية التي كانت تجريها وزارة الصحّة وبعض المنظّمات على مدار الأسبوع في مستشفى بعلبك الحكومي، فبعدما كانت تُجرى في معظم الأحيان بشكل يومي إقتصرت على يوم واحد في الأسبوع، ما يعني أنّه من الطبيعي أن تنخفض الأرقام”، مشيراً الى “أنّ الكثير من المخالطين لمصابين يحجرون أنفسهم من دون إجراء أي فحوصات ولا يدخلون المستشفى إلا إذا ساءت حالتهم جداً وتطلّبت عناية مركّزة، فيما عدد قليل من المواطنين يجرون فحوصات على حسابهم الشخصي”.
وفيما كان يُفترض أن يجري الراغبون بالسهر ليلة الميلاد فحوصات الـ pcr قبل أيام، غصّت مطاعم ومقاهي المدينة بالمواطنين، وعلت أصوات الموسيقى حتّى ساعات متأخّرة، وتراقص الناس على أنغامها وإختلط الحابل بالنابل واقتصر إجراء الفحوصات على نسبة ضئيلة منهم، ليبقى السؤال عن العدوى والإنتشار في حال كان أحد الساهرين مُصاباً. وقال محمد إ. “إنّ الإجراءات التي يحكى عنها لم نرها ليلة الميلاد وهي غائبة عن بعلبك منذ انتهاء الإقفال الرسمي، حيث عاد التلاميذ إلى مدارسهم، وفتح السوق التجاري أبوابه أمام الزبائن، ويتجوّل المواطنون بشكل عادي من دون إرتداء الكمّامات أو أخذ إجراءات وقائية، ما يعني أنّ الإصابات في بعلبك أعلى بكثير ممّا يحكى عنه، ولكنّ السؤال يبقى عن المستفيد من إيصال رسالة تقول إنّ الإصابات إنخفضت في بعلبك”.
اهتزاز أمني
أمنياً، لا يزال الأمن الإجتماعي في بعلبك ـ الهرمل وعلى مساحة المحافظة مهتزّاً نتيجة الفلتان الأمني وعصابات السرقة والتشليح التي تنتشر من دون أي رادع، حتى أصبحت السرقات تنفّذ في وضح النهار وتُرمى القنابل على القوى الأمنية ومراكزها. ففي بلدة نبحا المحفارة قضاء بعلبك، أقدم مجهولون منتصف ليل الأحد على رمي قنبلة يدوية أمام مخفر الدرك قرب آلية عسكرية، سبق ذلك إطلاق مطلوبين النار والقذائف الصاروخية في البلدة ما تسبّب بذعر بين الأهالي، فيما إتخذ الجيش اللبناني سلسلة إجراءات وأقام حواجز ثابتة وسيّر دوريات خلال الليل لملاحقة الفاعلين. وعلى الطريق الدولية بين رياق والسفري، اعترض أربعة مسلحين يستقلّون سيارة “بي إم دبليو” بعد ظهر الأحد سيارة اجرة نوع “هوندا” يقودها شخص من آل مشيك وبرفقته زوجته وإبن شقيقته، وأنزلوهم منها بعدما أطلقوا النار فوق رؤوسهم لترهيبهم، قبل أن يفرّوا بها إلى جهة مجهولة. فقطع شباب من آل مشيك الطريق الدولية بالإطارات المشتعلة مطالبين بملاحقة قطّاع الطرق وعصابات السرقة واستعادة السيارة المسروقة قبل أن تخرج الأمور عن السيطرة ويضطرّ الأهالي إلى إعتماد الأمن الذاتي حفاظاً على حياتهم وأرزاقهم.
وبالتزامن، نفّذ الجيش اللبناني سلسلة مداهمات في بلدة بريتال بحثاً عن السيارة المسروقة، سبقتها مداهمات على مدار يومين متتاليين بحثاً عن المخطوف عدنان دباجة والذي مرّ على خطفه من بلدة القرعون أكثر من شهر.