أبلغ رئيس لجنة الصداقة النيابية اللبنانية الفرنسية في الجمعية الوطنية النائب لوييك كيرفران رئيس الجمهورية ميشال عون خلال زيارته بعبدا أن “المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة وان فرنسا لن تترك لبنان في هذه الظروف وان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ملتزم تعهداته تجاه لبنان”، واكد أن “لدى الرئيس ماكرون ارادة ورغبة بزيارة لبنان على ان يتم تحديد موعد جديد وفقا للظروف”.
ويأتي التأكيد الفرنسي لاستمرار مبادرة الاليزيه وسط معلومات محلية عن سعي فريق “8 اذار” الى نسف تشكيلة الرئيس المكلّف سعد الحريري ومعها المبادرة الفرنسية، لان ما هو مطروح وزارياً لا يتناسب مع ما تريده، خصوصاً ان الرئيس الحريري متمسّك بمعايير محددة للتشكيل تتطابق مع مواصفات المبادرة الفرنسية، كتعيين وزراء مستقلّين من اصحاب الاختصاص والا يتعدى عددهم الـ18 وزيراً.
وتستند اوساط سياسية معارضة عبر “المركزية” في موقفها هذا الى مواقف الرئيس عون مع الرئيس المكلف ودعوته الحريري الى الحصول على توافق جامع وغطاء سياسي واسع من الكتل للحكومة بما يعني وفق الاوساط نسف تشكيلة الاختصاصيين المستقلّين غير السياسيين ومن ورائها المبادئ الجوهرية للمبادرة الفرنسية التي اطلقها الرئيس ماكرون خلال زيارتَيه المتتاليتين الى بيروت عقب انفجار المرفأ والمواصفات لتشكيل حكومة مع آلية عملها وخريطة الطريق التنفيذية عبر الورقة الاقتصادية الفرنسية”.
واعتبرت الاوساط المعارضة “ان العهد وفريقه السياسي مدعوماً من قوى الثامن من اذار، وتحديداً حزب الله لن يتنازل عن الثلث المعطّل خلافاً لما سبق للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ان اعلنه من بعبدا لدى قيامه بمبادرته، لان هذا الفريق لن يرضى بأقلّ ما حصل عليه في حكومة الرئيس حسّان دياب، خصوصاً انه يُدرك حجم التطورات المقبلة في المنطقة، ووضع ايران تحت المجهر الدولي مع استلام ادارة الرئيس جو بايدن سدّة الحكم في الولايات المتحدة في 20 كانون الثاني المقبل”.
ومع ان عظة البطريرك الراعي الاحد الفائت التي اتت تحت عنوان “توقّعت فتفاجأت”، لخّصت نتائج مبادرته الحكومية، حيث توقّع حجم التعقيدات الا انه تفاجأ بلا مبالاة القيّمين على التشكيل واستمرارهم بلعبة الشروط والشروط المضادة، الا انه مستمر بمبادرته كما ينقل عنه زوّاره لـ”المركزية”، لانه يُدرك حجم مخاطر ترك لبنان اسير الفراغ الحكومي مع ربطه بصراعات المنطقة في وقت يتدهور الاقتصاد ويزداد اللبنانيون فقراً وعوزاً”.
وفي الاطار، لم يستبعد زوّار بكركي “ان يوفد الرئيس ميشال عون احد مستشاريه الى الصرح البطريركي لتقديم التهاني بعيدي الميلاد ورأس السنة الى البطريرك الراعي بعدما غاب عن تقليد المشاركة في قداس الميلاد لاسباب صحية بسبب جائحة كورونا بعدما عايد الراعي هاتفياً وابلغه غيابه عن المشاركة في القداس، فيما حضر الوزير شربل وهبه”.
ولفت الزوّار الى “ان زيارة الموفد “الرئاسي” الى بكركي من شأنها أن تضع حدّاً لما يروّجه البعض عن توتر في العلاقات بين بعبدا وبكركي قد ينعكس على التأليف، لاسيما وان عظة البطريرك الراعي الميلادية لم توفّر احدا من المسؤولين من رأسه الهرم الى اسفله، وحمّلهم مسؤولية ما آلت اليه حال البلاد والعباد”.
غير ان اوساط بعبدا اكدت لـ”المركزية” ان الرئيس عون هنأ البطريرك بالعيد هاتفيا وتاليا لا لزوم لايفاد احد الى بكركي.