Site icon IMLebanon

القاضي شكري صادر لـ “الأنباء”: محكمة التمييز أمام امتحان كبير

 

رأى القاضي شكري صادر أن ما يتعرض له المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان، من انتقادات وتحامل واتهامات بالجملة، يندرج في إطار سعي الطبقة السياسية الحاكمة، الى عدم الكشف عن حقيقة ما جرى، بدءا بهوية الباخرة سيدروس الناقلة لمادة نيترات الامونيوم، مرورا بعدم قانونية تفريغ وتخزين المادة المذكورة، وصولا الى انفجارها في الرابع من أغسطس المشؤوم، مذكرا بما قاله رئيس لجنة تقصي الحقائق في عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري بيتر فيتس جيرالد في العام 2005، ان «لبنان ليست لديه التقنيات اللازمة والقدرات الكافية ليتحمل وحده تحقيقا جنائيا بهذا الحجم، وحتى لو كان باستطاعته، فهو لا يريد الوصول الى الحقيقة»، فما بالك وانفجار المرفأ في العام 2020 اكبر مائة مرة من انفجار الحريري.

ولفت صادر في حديث لـ «الأنباء» الى أن ما قاله جيرالد في العام 2005، بأن «لبنان لا يريد معرفة الحقيقة»، تأكد في العام 2020 بالرغم من انه كان مؤكدا، وذلك من خلال مسارعة رئاسة الجمهورية ومن خلفها حزب الله، بعد نصف ساعة من حصول الانفجار، الى رفض المطالبة بالتحقيق الدولي، بذريعة انه يميع الحقيقة، ما يعني انهم قرروا سلفا منذ اللحظة الاولى لوقوع الانفجار، عدم الوصول الى نتيجة، فقفزوا فوق إرادة الشعب، وسيروا الملف باتجاه المجلس العدلي، ومن ثم تم الاتفاق على القاضي فادي صوان، لخوض معركة التحقيق العدلي.

وتابع: «للأسف، تسلم صوان ملفا غير مكتمل لجهة الاستنابات القضائية الموجهة للأجهزة الأمنية والمخابرات، حول بطاقة الهوية للباخرة سيدروس، وتاريخها، وهوية كل من امتلكها، ناهيك عن صاحب الـ 2800 طن من المواد المتفجرة، إضافة الى عقد النقل، وسبب اجتيازها 6 موانئ بالرغم من خطر غرقها بسبب الاعطال، وفي الختام إرساؤها في مرفأ بيروت وتفريغ المواد المتفجرة في العنبر رقم 12 دون علم مجلس الوزراء، ما يعني ان صوان بدأ بالتحقيق من آخر فرضية، أي من فرضية وجود إهمال، بعد ان اسقط حزب الله فرضية الاعتداء الاسرائيلي جوا، فأعطى إسرائيل صك براءة دون تحقيق، وبعد أن أكدت الأجهزة الأمنية والعسكرية عدم وجود أدلة تؤكد فرضية العمل الإرهابي من الداخل».

أما وقد انطلق القاضي صوان بالتحقيق من فرضية الإهمال، أعرب صادر عن اسفه لاصطدام صوان بطلب نقل الدعوى «للارتياب المشروع» من قبل المدعى عليهما الوزيرين السابقين غازي زعيتر وعلي حسن خليل، وذلك لاعتباره ان هذا الطلب هرطقة قانونية بكل ما للعبارة من معنى، تماما كهرطقة امتناع رئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب عن المثول أمام القاضي صوان، وهي أي الهرطقة ان أكدت على شيء، فعلى مواجهة السلطتين التشريعية والتنفيذية للسلطة القضائية من جهة، وعلى اهتراء الطبقة السياسية من جهة ثانية.

وردا على سؤال، أكد صادر أن القاضي صوان سيستمر في موقعه لأنه مجبر بموجب النص القانوني على ان يستكمل التحقيق، لأن طلب نقل الدعوى للارتياب المشروع، لا يكف يد المحقق العدلي، إلا اذا قررت محكمة التمييز عكس ذلك، مؤكدا من جهة ثانية، ان محكمة التمييز أمام امتحان كبير، وعليها بالتالي الاختيار بين ان ترد طلب نقل الدعوى، فتدخل التاريخ من بابه المشرف نتيجة تأكيدها على استقلالية القضاء ورفضها للوصاية السياسية عليه، وبين ان ترضخ للوصاية السياسية فتدخل مذبلة التاريخ، «ننتظر قرار محكمة التمييز لنبني على تشريحه، الرأي والموقف».