Site icon IMLebanon

صيدا تحبس أنفاسها… والمستشفيات امتلأت

كتب محمد دهشة في صحيفة “نداء الوطن”:

 

يفتح العام الجديد أول أيامه على كارثة صحّية ومعيشية متفاقمة، مع تفلّت أعداد المصابين بفيروس “كورونا”، في ذروة الموجة الثانية من الجائحة، وعلى مسافة شهر ونصف من وصول اللقاحات الى لبنان، ومع الإقفال التام المنتظر على مدى أسابيع، حيث يشدّ الخناق على قوت اليوم ليصبح المواطن محاصراً بين مخاطر صحّته ولقمة عيشه، وفي قلب المعركة مدافعاً عن حياته.

وصيدا التي دقّت ناقوس الخطر باكراً، تحبس أنفاسها ترقّباً لأعداد المصابين في الأيام القادمة، ويتوقّع أن يصدر اليوم عن “اللقاء الدوري لمواكبة مستجدّات كورونا” الذي يعقد في مجدليون بدعوة من النائبة بهية الحريري، توصية برفع الإستنفار الصحّي في المدينة لمواكبة أي طارئ، في وقت بدأت فيه المستشفيات الخاصة، التي فتحت ابوابها لمعالجة المصابين الى جانب الحكومي، تفقد قدرتها على استيعاب المزيد، ولم تعد هناك أسرة شاغرة والبحث عن سرير أشبه بالبحث عن “إبرة في كومة قشّ”.

ويؤكّد رئيس لجنة موظّفي مستشفى صيدا الحكومي خليل كاعين لـ”نداء الوطن” أنّ الطاقم الطبي والتمريضي والإداري على جهوزيته لخوض غمار معركة “كورونا” وبكامل قدرته، “بالرغم من عدم إنصافهم في دفع كلّ المستحقات المالية لهم، ولكنّ المعركة اليوم انسانية ولا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي، أمّا خطواتنا في هذا العام فهي السعي لضمّنا الى ملاك الإدارة العامة كي لا نعاني مثل السنوات السابقة في قبض رواتبنا وأدنى حقوقنا المشروعة”. قبل أيام، افتتح المستشفى كامل الطابق الثاني المخصّص لمعالجة مرضى “كورونا”، أُضيف 16 سريراً الى مثيلاته، ليصبح العدد 32 سريراً، فضلاً عن 8 أسرّة للعناية الفائقة وقسم الطوارئ الذي يستوعب بعضاً من المصابين في مرحلة انتظار للدخول الى القسم، ولكن غالبية هذه الأسرّة باتت ممتلئة، فيما فحوصات pcr تسير قدماً، ويجرى يومياً ما يفوق المئة فحص، وتصدر النتائج في غضون 24 ساعة، أمّا باقي المستشفيات الخاصة في المدينة فلديها أسرّة محدودة، والتساؤل المطروح هل تزيد أسرّتها أو تفتح أخرى أبوابها للإنضمام الى رفيقاتها؟

وأظهر التقرير الأسبوعي لغرفة عمليات إدارة الكوارث والأزمات في اتّحاد بلديات صيدا – الزهراني إرتفاع أعداد المصابين الى 260 وحالتي وفاة، مقابل 194 إصابة وحالتي وفاة الأسبوع الفائت، بينما بلغت الحالات النشطة 734.

ويؤكّد رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لـ”نداء الوطن” أنّ الوضع الصحّي “دقيق وصعب للغاية، فالتفشّي فظيع وسريع، وكلّ المؤشّرات تُنذر بالأسوأ لجهة ارتفاع أعداد المصابين أو عدم قدرة المستشفيات على استيعاب المزيد منهم”، مشيراً الى أنّ اجتماعاً سيعقد اليوم لمناقشة كلّ التفاصيل والتقارير عن ازدياد أعداد المصابين وسبل التعامل مع الموجة الجديدة من الإنتشار”، ودعا المواطنين “الى المزيد من الحذر والتنبّه والإلتزام بالإجراءات الوقائية ريثما تصل اللقاحات”. والهمّ الصحّي ممثّلاً بـ “كورونا”، وقد جاءت الإحتفالات برأس السنة وقبلها الميلاد من دون الإلتزام بالإجراءات الوقائية سبباً بازدياد أعداد المصابين، ليس الوحيد الذي يؤرق أبناء المدينة، بل الهمّ المعيشي والآخر الإجتماعي مع الإقفال المتوّقع، وتداعياته السلبية عليهم مع المخاوف من الغرق في المزيد من موجات اليأس والإحباط.