كتب أنطوان العامرية في “الجمهورية”:
غضب ثوار طرابلس تجلّى حراكاً جديداً وواسعاً انطلاقاً من ساحة النور، على إثر توقيف مصطفى غندور (أبو مريم) ونقله الى بيروت، بسبب «هاشتاغ» كتبه على صفحته أكّد فيه «أنّ الوضع لم يعد يُطاق وانّه سيقدم على الانتحار»، محملّاً المسؤولية للسلطة الحاكمة، الأمر الذي دفع الثوار يوم السبت الى قطع جميع الطرقات المؤدية الى ساحة النور للمطالبة بالإفراج عنه، مما تطلب تدخلّاً لعناصر الجيش اللبناني بهدف اعادة فتح الطريق، وعلى خلفية رفض المحتجين الخضوع لطلب الجيش اندلعت اشتباكات بين الطرفين ووقع عدد من الجرحى في صفوف المحتجين الذين تمّ نقلهم عبر الصليب الأحمر والجمعية الطبية الاسلامية الى مستشفى الاسلامي.
لكن سقوط الجرحى لم يثن الثوار عن الاستمرار في تحركاتهم، حيث حاولوا نصب خيمة عند أحد أطراف الساحة، بيد انّ الجيش منعهم من ذلك، باعتبار أنّ خيمة واحدة من شأنها أن تفتح الباب على غيرها من الخيم وتعود الساحة مقفلة بشكل دائم، مما يلحق الضرر بالمحلات التجارية الموجودة فيها. وبالفعل رضخ الثوار للمطلب، لكن لم يتركوا الساحة وابقوا على اقفالها.
وبالأمس، نظمت مجموعة كبيرة من أبناء طرابلس مسيرة شعبية تحت عنوان «طفح الكيل»، انطلقت من ساحة التل باتجاه شارع المئتين فشارع عزمي ومن ثم عادت الى ساحة التل، ورفع الثوار اليافطات المطالبة بالانتخابات المبكرة وبإسقاط السلطة الفاسدة، فضلاً عن الأعلام اللبنانية، وطالبوا جميع السياسيين اما بالرحيل أو بمساعدة الرئيس سعد الحريري تشكيل حكومة اختصاصيين، يكون من شأنها اعادة الثقة للخارج بهدف مساعدة لبنان وانقاذه وان في اللحظة الأخيرة.
وحاول الجيش، الذي واكب المسيرة، منعها من التوجّه الى ساحة النور لعدم الاحتكاك بالمحتجين المتواجدين فيها، خصوصاً بعد الحادثة التي وقعت ليل السبت الماضي وسقط خلالها جريح إثر تعرضه لضربة سكين.
وقبل اختتام المسيرة توجّه عدد من المحتجين الى بيوت النواب مردّدين الهتافات الداعية الى اسقاطهم.
وقال أحد المشاركين، أبو خليل زهرة لـ «الجمهورية»: «الناس ستعود الى الشارع حتماً كون الأوضاع لم تعد تحتمل، نحن وجّهنا الدعوة الى الناس للنزول الى الشارع وبالفعل لبّوا الدعوة بالمئات، مما يعني أنّهم على أتمّ الاستعداد للمواجهة وحمل السياسيين على ايجاد الحلول قبل الانهيار التام والّا فليرحلوا جميعاً، هناك ثورة جياع ستنطلق وأفواه ستطالب بحقوقها، وما من جهة قادرة على اسكاتها».
من جهته أبو علي عواد قال: «صبرنا حتى ملّ الصبر من صبرنا. نحن نعاني جراء الغلاء الفاحش وهم ما زالوا يتقاتلون على الحصص، وكأنّ لبنان بألف خير».
أما فياض الشعار، فتساءل: «عندما وصل الدولار الى حدود الـ 9000 كان ثمن الأرز أقل من 4 آلاف ليرة لبنانية، أمّا اليوم تراجع الى أقل من 8500 بيد انّ ثمن كيلو الأرز ارتفع الى أكثر من 5000 فأين الدعم؟».
يوسف يوسف بدوره قال: «الشعب بات تحت خط الفقر، يعاني من الجوع، وهم ما زالوا يفكرون بتقاسم الحصص الوزارية، وهذا لأمر معيب. كفى اللعب بمصير الشعب وبلقمة عيشه، الثورة لم تتوقف وهي ستعود من جديد والأيام المقبلة ستشهد على ذلك».
ومن ساحة النور أكّد المختار القدور، انّ «الثوار لن يتركوا الساحة قبل اسقاط المنظومة الفاسدة «كلن يعني كلن».