كتب عمر الراسي في “أخبار اليوم”:
“تعج” المنطقة بالتحركات الاميركية اكانت ديبلوماسية او عسكرية… ولكن يبدو ان لبنان غائب عن هذا المشهد.
وعلى الرغم من المرحلة الانتقالية التي تمر بها الولايات المتحدة لغاية 20 الجاري اي موعد دخول الرئيس المنتخب جو بايدن الى البيت الابيض، فان الموفدين الاميركيين يتنقلون بين دول المنطقة فعلى سبيل المثال: يقوم المبعوث الخاص الى دمشق جويل رايبرن بزيارة إلى الإمارات والأردن من 4 إلى 7 كانون 2 لإجراء مناقشات حول سوريا، كما يجري مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، ديفيد شينكر، زيارة إلى الأردن والجزائر والمغرب في الفترة من 3 إلى 12 كانون 2 لمناقشة التعاون الاقتصادي والأمني مع قادة الحكومات. وجاء في موقع الوزارة أن شينكر، سيؤكد، خلال رحلته “على التزام الولايات المتحدة العميق بتعزيز الرخاء الاقتصادي والسلام والاستقرار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
هذا الى جانب حاملة الطائرات “يو اس اس نيميتز” التي تقوم بدوريات في مياه الخليج، منذ أواخر تشرين الثاني الفائت.
السفير جون ديروشير
فقد اعتبر مصدر ديبلوماسي، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان الحكم الاميركي استمرارية، ولا يمكن التعويل على تغيير يطرأ بين ليلة وضحاها، معتبرا ان هذه الزيارات والتحركات التي تقوم بها واشنطن خلال هذه المرحلة الانتقالية دليل على انها ليست “نائمة”، حيث انها ترسل الوفود الى الدول التي اعطتها الاولوية في تحركها الديبلوماسي، وقال: من بين هذه الدول لا يظهر لبنان.
وتفيد في هذا الاطار، مصادر السفارة الاميركية في بيروت، انه لا يوجد اي مشروع لارسال موفد الى لبنان في المدى المنظور.
وردا على سؤال، اوضح المصدر ان الامر الوحيد الذي يمكن ان يحصل بشأن الملف اللبناني هو محاولة من قبل الممثل الاميركي في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل السفير جون ديروشير للوصول الى قاسم مشترك او نقطة انطلاق لمعاودة جلسات التفاوض، ولكن ليس هناك اي زيارة لموفد ديبلوماسي الى بيروت على غرار دايفيد شينكر او مساعد وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى دايفيد هيل.
وفي هذا السياق، اشار المصدر الى انه لم يحدد اي موعد جديد لجلسة التفاوض لترسيم الحدود بعدما كانت قد توقفت نتيجة الاختلاف على نقطة الانطلاق، والتدخل الاميركي يقتصر على محاولة ايجاد هذه النقطة، وليس للتحضير لاي اجتماع قد يعقد خلال الاسابيع المقبلة.
التوتر مع ايران
وردا على سؤال، اوضح المصدر ان المرحلة الانتقالية الاميركية مستنفرة ليس فقط ديبلوماسيا انما ايضا عسكريا، حيث حركة القوات الاميركية البحرية والجوية لا تهدأ في منطقة الخليج، وقال: اللافت في هذا الاطار، التضارب الذي حصل في الايام الاخيرة بشأن حاملة الطائرات “يو اس اس نيميتز”، حيث صدر بيان رسمي عن وزارة الدفاع الاميركية، يتحدث عن سحب حاملة الطائرات من منطقة الخليج. الامر الذي حمل عدة تفسيرات منها ان هذه الخطوة من اجل تخفيف التوتر بين الولايات المتحدة وبين ايران، تجنبا لاي احتكاك يشكل شرارة لاندلاع حرب في المنطقة، كما ان صحيفة نيويورك تايمز تحدثت عن تفسيرات لهذا الانسحاب منها انه كان قرارا احاديا من جانب واحد هو وزارة الدفاع من دون موافقة سياسية.
وهذا ما يمكن تفسيره باعلان وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم أنّ حاملة الطائرات “يو إس إس نيميتز” ستبقى في الخليج بسبب “التهديدات الأخيرة” من جانب إيران، وذلك بعد تقارير أشارت إلى أنها ستعود إلى قاعدتها بالولايات المتحدة في ما كان البعض اعتبره مؤشراً لخفض التصعيد.
امران اساسيان
ولفت المصدر الى ان هذا التحرك والحضور الاميركيين يركّز على امرين: اولا: متابعة مشاريع التسويات والتطبيع والمصالحة بين العرب والخليج من جهة واسرائيل من جهة اخرى، وثانيا: الرد على اي عملية تقودها ايران في المنطقة.
وختم المصدر: يأتي هذا التحرك الديبلوماسي والاستنفار العسكري، في وقت تتخوف فيه كل الدول من اندلاع حرب في المنطقة خلال المرحلة الانتقالية الاميركية…