وقع قادة مجلس دول التعاون الخليجي في السعودية الثلثاء على بيان العلا الذي وصفه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأنه يأتي “لتأكيد التضامن والاستقرار”.
ووقع القادة المجتمعون في السعودية في إطار قمة لمجلس التعاون الخليجي، وبينهم أمير قطر، على البيان.
وكان بن سلمان ألقى قبل ذلك مباشرة كلمة قال بها إن جهود الكويت والولايات المتحدة أدت “بتعاون الجميع، للوصول إلى اتفاق بيان العلا، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي”.
وقد أطلق بن سلمان في بداية كلمته، تسمية “قمة السلطان قابوس والشيخ صباح” على الاجتماع وذلك “عرفاناً لما قدماه من أعمال جليلة عبر عقود من الزمن في دعم مسيرة المجلس”.
وأشاد بمساعي “الولايات المتحدة وجميع الأطراف التي أدت للوصول إلى اتفاق بيان العلا، والذي جرى التأكيد فيه على التضامن والاستقرار الخليجي والعربي والإسلامي، وتعزيز أواصر الود والتآخي بين دولنا وشعوبنا، بما يخدم آمالها وتطلعاتها”.
وقال: “نحن اليوم أحوج ما نكون لتوحيد جهودنا للنهوض بمنطقتنا ومواجهة التحديات التي تحيط بنا، وخاصة التهديدات التي يمثلها البرنامج النووي للنظام الإيراني وبرنامجه للصواريخ البالستية ومشاريعه التخريبية الهدامة التي يتبناها ووكلاؤه من أنشطة إرهابية وطائفية هدفها زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، مما يضعنا أمام مسؤولية دعوة المجتمع الدولي للعمل بشكل جدي لوقف تلك البرامج والمشاريع المهددة للسلم والأمن الإقليمي والدولي”.
وانطلقت في محافظة العلا السعودية، الثلثاء، أعمال القمة الخليجية الـ41، وسط انفراجة تحققت في الخلاف المستمر منذ ثلاثة أعوام بين قطر وكل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، بحضور جاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وتغيب عن القمة كل من ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وينوب عنه ولي العهد سلمان بن حمد، وسلطان عمان هيثم بن طارق وينوب عنه فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء.
وحضر القمة الخليجية أمير الكويت نواف الأحمد الجابر الصباح، ونائب رئيس الدولة الإماراتي محمد بن راشد آل مكتوم، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، فيما يرأس الوفد المصري وزير الخارجية سامح شكري.
وترأس القمة، نيابة عن الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ولي عهده محمد بن سلمان.
ووقع وزير الخارجية المصري سامح شكري على “بيان العلا” الخاص بالمصالحة العربية، أثناء مشاركته في القمة الخليجية رقم 41 في السعودية.
وقال بيان للخارجية المصرية إن شكري غادر السعودية، بعد المشاركة في القمة والتوقيع على “بيان العلا”.
وأضاف البيان: “يأتي هذا في إطار الحرص المصري الدائم على التضامن بين دول الرباعي العربي، وتوجههم نحو تكاتف الصف وإزالة أي شوائب بين الدول العربية الشقيقة، ومن أجل تعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها المنطقة، وهو ما دأبت عليه مصر بشكل دائم”.
وشدد بيان الخارجية على “حتمية البناء على هذه الخطوة المهمة من أجل تعزيز مسيرة العمل العربي ودعم العلاقات بين الدول العربية الشقيقة، انطلاقا من علاقات قائمة على حسن النوايا وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول العربية”.
وختم البيان على تقدير مصر لـ”كل جهد مخلص بذل من أجل تحقيق المصالحة بين دول الرباعي العربي وقطر، وفي مقدمتها جهود دولة الكويت الشقيقة على مدار السنوات الماضية”.
قال نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن المتغيرات والتحديات المحيطة تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا، وعمقا عربيا مستقرا.
جاءت تصريحات الشيخ محمد بن راشد في تغريدات على حسابه بموقع “تويتر”، على خلفية مشاركته في القمة الخليجية رقم 41 التي تحتضنها مدينة العلا غربي السعودية، حيث ترأس وفد دولة الإمارات إلى القمة.
وقال الشيخ محمد بن راشد: “شاركت اليوم في قمة العلا لقادة دول مجلس التعاون. قمة إيجابية موحدة للصف مرسخة للإخوة برعاية أخي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. المتغيرات والتحديات المحيطة بنا تتطلب قوة وتماسكا وتعاونا خليجيا حقيقيا وعمقا عربيا مستقرا”.
وأضاف نائب رئيس الإمارات: “في عام 1981 قبل أربعين عاما من اليوم استضاف والدنا ومؤسس دولتنا الشيخ زايد أول قمة في أبوظبي مع إخوانه قادة دول المجلس رحمهم الله جميعا. مسيرة التعاون هو إرث هؤلاء القادة لشعوبهم، واليوم تتعزز المسيرة وتترسخ الأخوة وتتجدد روح التعاون لمصلحة شعوبنا”.
وتابع: “نجدد شكرنا للملكة العربية السعودية رعايتها هذه القمة الناجحة، ونجدد ثقتنا في مسيرة دول مجلس التعاون، ونجدد تفاؤلنا بأن السنوات القادمة تحمل استقرارا وأمنا وأمانا وعملا وإنجازا سيخدم شعوبنا ويسهم في استقرار محيطنا”.
رغم التزام ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإجراءات التباعد الاجتماعي أثناء استقباله لوفود دول مجلس التعاون الخليجي التي وصلت مطار محافظة العلا، فقد خالف هذه القواعد لدى وصول أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وشهد استقبال بن سلمان لأمير قطر عناقا استمر لثوان، الأمر الذي علقت عليه وكالة الأنباء السعودية (واس) بقولها إنه “عناق أخوة، يعبر عن عميق العلاقة (…)” بين البلدين.
ورحب بن سلمان بتميم بالقول: “نورت المملكة”، ما أظهر فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.
#فيديو |
وصول سمو أمير دولة قطر إلى محافظة #العلا وفي مقدمة مستقبليه سمو #ولي_العهد. #القمة_الخليجية_في_العلا#واس pic.twitter.com/YAYItrjBZk— واس الأخبار الملكية (@spagov) January 5, 2021