العصا من وسطها. عبارة تختصر حال التيار الوطني الحر وحزب الله، خصوصا مع دخول عامل ايراني يصح وصفه بالاستفزازي على الخط، في زمن قرع طبول الحرب في الشرق الأوسط، قبل انتهاء ولاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وقد يكون من قبيل حسن النيات اعتبار أن الموقف البرتقالي “الرمادي” من المس الأخير بالسيادة اللبنانية، متوقع، خصوصا أن العهد ورافعته العونية في موقع لا يحسدان عليه إزاء الحليف التاريخي الأوثق.
وفي السياق، لفتت مصادر مراقبة عبر “المركزية” إلى أن الموقف العالي النبرة الذي خرج به الحرس الثوري الايراني لزج لبنان بقوة في الصراع الاقليمي، بالنيابة عن طهران جاء ليضفي مزيدا من التأزم في علاقات الطرفين، اللذين يتراقص تفاهمهما على حبال مكافحة الفساد وتشكيل الحكومة وتبايناته. ذلك أن التيار والمقربين منه، ترجح المصادر، يدركون أن الوقت ليس مناسبا للوقوف في موقع الإسهام في زج لبنان في الصراعات الاقليمية، لأسباب عدة أولها الأزمة الاقتصادية، وثانيها عدم الرغبة في تعميق الخلاف مع أركان المجتمع السياسي، لا سيما منه بكركي، والرئيس المكلف سعد الحريري، في ظل حرب تقاذف مسؤوليات التعطيل الدائرة على أشدها بين الجانبين.
وأشارت المصادر في السياق إلى أن التصريح الايراني الذي لم يقابل بأي ردة فعل رسمية، ما خلا التغريدة المقتضبة لرئيس الجمهورية، أتى في وقت لا يزال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ماض بلا هوادة في معركة تكريس حياد لبنان والمطالبة بتشكيل الحكومة، مع العلم أن عظاته الأخيرة لم تخل من السهام القاسية في اتجاه التيار الوطني الحر وبعبدا، على حد سواء، إضافة إلى حزب الله، الذي كان زرع باكرا العراقيل على طريق الحكومة العتيدة.
على أي حال، فإن المصادر أكدت أن موقف التيار لم يخل، بدوره، من القنص “الذكي” في اتجاه الحزب، حفاظا على ماء الوجه الرسمي، من دون إطلاق الرصاصة الأخيرة على تفاهم مار مخايل، لأن ساعة انفراط عقده لم تدق بعد، وقد لا تحين قبل الاستحقاقين الرئاسي والنيابي المقبلين بعد أكثر من عام، مبدئيا، وفي انتظار ما قد تفضي اليه مداولات ومفاوضات اللجنة المشتركة التي تردد انها تعمل على تطوير بنود تفاهم مار مخايل لتتواءم والتطورات.
في المقابل، أشارت المصادر إلى أن الأمين العام لـ “حزب الله” السيد حسن نصرالله ركن إلى خطاب تصعيدي شديد اللهجة، من دون أن يغيب عن باله الرد المباغت على بيان التيار، من دون أن يسميه. وفي ذلك إشارة واضحة إلى أن الضاحية ممتعضة من الرد البرتقالي على طهران، من دون أن ينفي ذلك أنها لا تريد كسر الجرة تماما مع ميرنا الشالوحي، ربما في انتظار خطوة أولى برتقالية…