اعتبر المكتب السياسي الكتائبي أن “الطبقة السياسية ترهن لبنان واللبنانيين في حبال عجزها ومراوغتها وخروجها عن كل الاصول التي تحكم ادارة بلد من المفترض انه يمر بأكثر من ازمة مصيرية تضع شعبه في الهاوية. على امل ان تحمل السنة الجديدة معها خلاص لبنان من كل القيود المفروضة عليه فيستعيد سيادته وقراره الحر من الأسر وعافيته من براثن الجشع والاستهتار”.
ورأى، في بيان بعد اجتماعه الأسبوعي برئاسة نائب الرئيس جورج جريج، أن “الانتهاك الأول الصارخ بحق البلد واهله هو اهدار سيادته وقراره الحر على يد اهل التسوية الذين ارتضوا ان يسلموا مصيره الى حزب الله، فبات يعتبر ان توظيف هذا التفويض في مشاريعه الخاصة حقاً مكتسباً، وما الموقف الايراني عن توظيف الصواريخ التي ادخلت الى لبنان وتسخير البلد خط دفاع اول عن اهدافه سوى اثبات للحقيقة المرة ان لبنان واللبنانيين رهينة بيد إيران واي محاولة لإعطاء تفسير آخر لهذا الكلام ساقط حتماً وعليه بات استدعاء السفير الايراني ضرورة سيادية لرفع الأذى عن البلد”.
وشدد على ان “سلاح حزب الله غير الشرعي لم يحم لبنان في السابق ولن يحميه اليوم بل يعرضه لكل انواع العزل والحصار والعقوبات، وبات الحارس لموجات الاستفزاز اليومية التي تبدأ بنشر صور وتماثيل لقاسم سليماني على طرقات لبنان ولا تنتهي بحملات التشهير الممنهجة على مواقع التواصل الاجتماعي والتي تزيد من انقسام اللبنانيين وتجذبهم أكثر إلى خطاب الكراهية ولغة الحرب والتقسيم، فيما الرئاسة والحكومة والمجلس النيابي لا يعدون كونهم شهود زور يغطون الانهيار ووضع اليد على لبنان”.
وعن الواقع الوبائي، لفت المكتب السياسي إلى أن “الحال لم يكن ليصل الى ما وصل اليه لو ان هذه المنظومة تعاطت بمسؤولية مع الخطط التي وضعتها بنفسها وافشلتها بخفة خلافاتها التي لا تنتهي، فيما اهملت اعطاء الأولوية في المعالجات لما يمكن ان يوفر على اللبناني الوصول الى النماذج الأخطر في العالم ويجر عليه اغلاقات متتالية في عز ازمته الاقتصادية القاتلة”.
وتابع: “إن المكتب السياسي إذ يتبنى خطة هيئة الطوارئ فيه خاصة لجهة توفير كل الدعم للقطاعات الصحية بصورة كاملة، شاملة، منسّقة ومستدامة، وتجديد وتحفيز الطواقم الطبية والتمريضية مع البدائل اللازمة ودفع المستحقّات، إعتماد الأعمال الطبية، والتعويض للأطباء والممرضات الضحايا مع زيادة عدد الاسرّة، وتوفير التجهيزات ومنها ضمن المستشفيات الميدانية والأسرّة المجهّزة في الأقسام المستجدّة، وتأمين الفحوصات بأسعار متدنّية كما وتوفير وتثبيت أسعار قارورة الأوكسجين وآلة مراقبة الأوكسجين وغيرها من الاجراءات الضرورية”.
ولفت إلى أنه “بعد مرور 5 اشهر على كارثة المرفأ، تبقى الحقيقة تائهة في غياهب المهاترات والوعد الرئاسي المقطوع بجلاء الحقيقة في خمسة ايام سقط كغيره من الوعود التي قطعت للبنانيين”، وقال: “إن الممارسات التي تنتهج في مسار التحقيق في هذه القضية تخطت كل حدود الوقاحة والاستهتار بحق اهالي الضحايا بمعرفة من تجرأ على خطف ارواح احبائهم وتدمير نصف العاصمة بيروت، فالمنظومة لم توفر اي وسيلة للخروج عن القوانين والدستور والأصول”.
واكد أن “الكتائب لن يسكت ولن يرتاح الى حين الوصول الى حقيقة هذه الجريمة التي تقع على عاتق كل من سهل دخول السفينة وخزن المواد ومن عرف بوجودها والخطر الذي تشكله ولم يتحرك للأسباب الواهية التي يقدمونها ولابد ان يساقوا جميعاً الى المحاسبة مهما علا شأنهم”.
وجدّد المكتب “إدانته للّغة الميليشياوية التي تمارس لكمّ الأفواه والأصوات التي ترتفع في وجه الاستقواء الذي يمارس على كل المستويات ان في الشارع او على مواقع التواصل الاجتماعي او بالتهديد الشخصي على غرار ما حصل مع الناشط السياسي مارك ضو”.
وختم: “في غياب الموسيقار الياس الرحباني توقف المكتب عند الأرث الذي تركه وراءه وخلد من خلاله اصالة اللحن وشموخ الوطن. ان امثال الياس الرحباني لا يموتون بل يدخلون ذاكرة الأوطان حيث يعيشون الى الأبد”.