كتب مايز عبيد في صحيفة “نداء الوطن”:
يواصل عدّاد “كورونا” ارتفاعه اليومي، مُسجّلًا أرقاماً غير مسبوقة وقياسية يومية في مناطق الشمال، وهي أرقام لم تشهدها المناطق الشمالية منذ بداية انتشار الوباء في لبنان، لاسيّما في عكّار وطرابلس والكورة وزغرتا. ففي قضاء زغرتا، تشير الأرقام اليومية التي تصدرها خلايا الأزمات في المناطق إلى دخول المنطقة في مرحلة صعبة من انتشار الوباء، حيث تسجّل يومياً حالات مرتفعة جداً. وبعدما سجلّ يوم السبت الماضي 61 إصابة جديدة، قفز عدّاد “كورونا” مُجدّداً وأعلنت خلية الأزمة في القضاء تسجيل 122 حالة إيجابية بالفيروس يوم أمس.
في غضون ذلك، لا تختلف أوضاع المستشفيات الحكومية والخاصة في القضاء عن الوضع في باقي المناطق اللبنانية. وذكرت مصادر طبية في القضاء أنّ “المستشفيات الحكومية وأجنحتها وأسرّتها المخصّصة لمرضى “كورونا” ممتلئة، ولا إمكانات إضافية لديها لاستقبال حالات إضافية أخرى، كما أنّ هذه المستشفيات والقطاعين الطبّي والتمريضي في زغرتا والقضاء بشكل عام، بانتظار الإقفال العام ليتسنّى لهم الاستعداد لأي طارئ إضافي على الصعيد الصحّي وتطورات الوباء، والتقاط الأنفاس من جديد”.
وما يزيد طين الوضع الصحّي المتدهور بلّة، هو عدم الاكتراث أو اللامبالاة التي تصيب الناس شمالاً، وربّما هي حالة من الملل الشخصي التي تتسلّل إلى قلوبهم بعدما طال أمد الفيروس من دون توفّر الحلّ الملائم الذي يتمثّل باللقاح الذي طال انتظاره. وفي حديث مع “نداء الوطن” اعتبر رئيس بلدية زغرتا أنطونيو فرنجية أنّ “الأوضاع في قضاء زغرتا كباقي أوضاع المناطق الأخرى وهي ليست على ما يرام حتماً. فهناك تزايد في عدد الإصابات وربّما كان ذلك بسبب الاختلاط الذي حصل في فترة الأعياد”.
وأضاف: “كنا كبلديات وخلايا أزمات في القضاء بصدد إعلان الإقفال العام من جانبنا وبحثنا هذا الأمر، ولكن اتجاه الحكومة إلى إعلان الإقفال العام في البلاد جعلنا نتريّث بعض الشيء لكي نستفيد بالتالي من هذا القرار على مستوى البلد”. وجدّد فرنجية الدعوة إلى أهالي قضاء زغرتا بضرورة “توخّي الحيطة والحذر واتّخاذ الإجراءات اللازمة للسلامة، والتقليل قدر الإمكان من التحرّكات إلا للضرورة، وكذلك من الاختلاط حتى نتمكّن من اجتياز هذه المرحلة الصعبة والتخفيف بالتالي من حدّة الإصابات والأعداد”.
وكان قضاء زغرتا شهد في فترة عيدي الميلاد ورأس السنة حركة اختلاط وزيارات واسعة، أجهض فيها الأهالي والسكّان كلّ المساعي والجهود التي بذلت على مدى أسابيع، من أجل التخفيف من وطأة الفيروس على المنطقة. ومن المرجّح أن تحمل الأيام المقبلة ارتفاعاً إضافياً في الأعداد والحالات الإيجابية، بحسب ما تشير خلايا الأزمات في مناطق وقرى وبلدات القضاء؛ حيث ستبدأ آثار الاختلاط الحاصل في فترة الأعياد بالظهور ويتكشّف المزيد من الإصابات.