كتبت لوسي بارسخيان في صحيفة نداء الوطن:
بين فترة الحجر الأولى التي رافقت بداية ظهور”كوفيد-19″ في لبنان خلال شهر آذار 2020، ومرحلة الحجر الثالثة التي يدخلها لبنان بدءاً من صباح غد الخميس في 7 كانون الثاني 2021، صار الحديث في مدينة زحلة عن جهوزية أكبر لأسرّة المرضى في مستشفياتها، بعدما دخل اثنان من ثلاثة مستشفيات خاصة في مواجهة مباشرة مع الفيروس، بالإضافة الى ازدياد عدد المختبرات التي تجري فحوصات الـ PCR، لتصبح متوفرة الى جانب المستشفى الحكومي، في مستشفيات ومراكز خاصة، يؤمّن معظمها أخذ العينات عبر ما يعرف بخدمة الـ DRIVE THRU.
مستشفى “تل شيحا” أول مستشفى خاص نشأ في المدينة، و”اللبناني الفرنسي” آخر هذه المستشفيات، باتا إذاً على لائحة المؤسّسات الطبية التي تؤمّن العناية لمرضى “كورونا”. وكلاهما أنهيا تجهيزاتهما في الشهر الاخير من سنة 2020، بعد إلحاح من فاعليات المدينة، ومن إدارة المستشفى الحكومي، الذي أعرب القيّمون عليه في أكثر من لقاء عقد في بلدية زحلة عن خشية من عدم قدرته منفرداً على إستيعاب أعداد مرضى “كورونا”، في ظلّ الإرتفاع المستمرّ في الإصابات والحاجة الى العناية الطبّية، علماً أنّ مستشفى الياس الهراوي الحكومي هو المؤسّسة الإستشفائية الحكومية الوحيدة المتوفرة لخدمة منطقة جغرافية تمتدّ من أقصى جنوب القضاء حتى حدوده مع بعلبك، بالإضافة الى مدينة زحلة.
ومع تجهيز قسمي “كورونا” في مستشفيي زحلة الخاصّين، صار هناك في المدينة 16 سريراً اضافياً لمعالجة المصابين وفّرها مستشفى تل شيحا، بالاضافة الى ثمانية أسرّة لمرضى العناية الفائقة، فيما أمّن مستشفى اللبناني ـ الفرنسي 20 سريراً للعناية الطبّية و6 أسرة لمرضى العناية الفائقة.
المعنيون بالمستشفيين يؤكّدون إتباعهما المعايير المعتمدة عالمياً في تأمين ظروف الحماية المطلوبة بالقسمين، مع تجهيزات توفر مراقبة المريض وتأمين الخدمة الطبّية له بشكل يحافظ على سلامة الطاقم الطبي. وبحسب سليم عاصي مدير مستشفى اللبناني ـ الفرنسي، فإنّ العنصر البشري في ادارة قسم “كورونا” يبقى نقطة الضعف الأساسية في عملية التوسّع الإستشفائية، خصوصاً أنّ الطاقم الطبي موضوع في الخطوط الأمامية مع المصابين، ويبقى معرّضاً للإصابة بالفيروس، أياً كانت شدّة المعايير المتّبعة، الأمر الذي يتطلّب تخفيف الضغط في المستشفيات، وصولاً أحياناً الى عدم السماح ببلوغ ذروة الإستيعاب حفاظاً على صحّة الأطباء والممرّضين الجسدية والنفسية. علماً أنّ المستشفيين المجهزين لاستقبال مرضى “كورونا” في زحلة هما من أواخر المستشفيات الخاصة في قضائها التي دخلت بالمعركة مع الفيروس، ومع ذلك تشير المعلومات الى حاجة إضافية للأسرّة في مدينة زحلة وقضائها، وخصوصاً في الأسابيع الأخيرة، حيث بات إنتشار الوباء يترافق مع مؤشّرات على ارتفاع الحاجة للعناية الطبّية.
انطلاقاً من هذا الواقع، لا تسمع في زحلة إعتراضات شعبية واسعة على توصيات الإقفال التام وقراراته المتّخذة للأسابيع المقبلة، بعدما استشعر أبناء المدينة خطورة الفيروس الذي حصد وجوهاً معروفة في زحلة، خلّفت برحيلها متأثّرة بـ”كورونا” صدمة كبيرة، علماً أنّ زحلة كانت من أكثر المدن إلتزاماً، سواء بإتباع إجراءات الوقاية، أو بقرارات الإقفال المتّخذة سابقاً، وهذا ما يُبقي عدد الإصابات فيها، بالرغم من إرتفاعها المضطرد دون الخط الأحمر، إلا في حالات إستثنائية سجّلت خلالها نسبة إصابات مرتفعة في أحياء محددة.
بالنسبة لرئيس بلدية زحلة أسعد زغيب، الإلتزام بمعايير الوقاية يبقى خط الدفاع الأساسي بوجه هذا الفيروس، وهو ما شدّد عليه في كلمة ألقاها في لقاء معايدة جمعه مع موظّفي البلدية وشرطتها البلدية، حيث لفت الى أنّه بالرغم من المؤشّرات التصاعدية للفيروس، فإنّ التشدّد بوضع الكمّامة والتباعد في القصر البلدي يسمح بإبقائه مفتوحاً أمام المواطنين، وهذا ما حثّ عليه، حماية للقطاعات الأخرى في المدينة وخارجها.