كتبت رانيا شخطورة في وكالة “أخبار اليوم”:
في كل اطلالاته يؤكد وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال حمد حسن ان لقاح فايزر ضد كورونا سيصل الى لبنان قبل منتصف شباط الفائت، وعلى الرغم من تفويضه لتوقيع العقد الا ان الامر لم يحصل بعد!
في هذا الوقت بدأت الاصوات المعترضة تعلو:
– اولا على حصر العقد بشركة واحدة بدلا من التعاون مع مختلف الشركات او مع من يثبت ان لقاحها هو الافضل.
– ثانيا التشكيك بفاعلية لقاح فايزر، الذي صنع على عجل في حين انه يفترض بالتجارب ان تأخذ مداها.
لجنة الصحة
وقد شدد مصدر نيابي يشارك في جلسات لجنة الصحة النيابية على انه لا يمكن التوقف فقط عند لقاح فايزر، مشيرا الى ان الشركة اشترطت عدم تحميلها اي مسؤولية عن اي عوارض جانبية تحصل مستقبلا لدى من يتلقى اللقاح، الامر الذي بحدّ ذاته يشكّل قلقا ويدفع الى الشك حول هذه العوارض التي تسحب الشركة يدها منها… وبالتالي فإن الموضوع خطير جدا.
وكشف المصدر، عبر وكالة “أخبار اليوم”، ان لجنة الصحة طرحت ان يكون التعاقد مفتوحا مع كافة الشركات المصنعة للّقاحات، وبالتالي بدء التفاوض معها، قائلا: في الواقع يجب ان يتم التعاقد مع الشركة التي حصل لقاحها على اوسع انتشار في دول العالم، ومؤكدا ان لدى وزارة الصحة امكانية التفاوض مع اكثر من شركة.
الاستعجال
من جهته، انتقد “رئيس الهيئة الوطنية الصحية – الصحة حق وكرامة” الدكتور اسماعيل سكرية الاستعجال في موضوع اللقاح وربطه بمصدر واحد، قائلا، عبر “أخبار اليوم”: “انا حذر من لقاح فايز، وفي الاساس انا حذر في موضوع اللقحات ككل”.
وشرح ان “هناك اسبابا عدة تدفع الى الشك، من ابرزها انه صنع على عجل خلال بضعة اشهر وقد اطلق عليه “لقاح الطوارئ”، وبالتالي لم يأخذ مداه الكافي على مستوى التجارب. اضف الى ذلك حملة الضغط والتهويل للدفع الى تلقي اللقاح، وصولا الى الكلام عن جعله شرطا مسبقا لركوب الطائرات او دخول بعض الدول، وهذا الشرط يندرج في خانة الارهاب والترهيب”.
شرط يخلق الحذر
ورأى سكرية ان “الشرط الذي وضعته شركة فايزر لجهة انها غير مسؤولة عن العوارض الجانبية هو بحد ذاته امر يخلق الحذر والقلق من اللقاح، كما ان مثل هذه الشروط مخالفة لقانون مزاولة مهنة الصيدلة في لبنان”. واستطرد في هذا الاطار الى الاشارة الى “العوارض التي ظهرت على العديد من الاشخاص الذين تلقوا العلاج في عدد من دول العالم، مع العلم اننا ما زلنا في بدايات مرحلة توزيع اللقاح”.
وإذ اعتبر ان سرعة توزيع هذا اللقاح الذي صنع على عجل غير منطقية، قال: “أنا على المستوى الشخصي لن آخذه”.
التقنية القديمة
وردا على سؤال، شدد سكرية على انه كان يفترض بالدولة ان تضع امامها خيارات عدة، موضحا ان لقاحي “فايزر” و”مودرنا” يعتمدان على تقنية الحمض النووي الريبوزي المرسال” “mRNA” ، قائلا: هذه التقنية تثير لدي القلق كطبيب، لافتا الى ان المصنعين انفسهم لم يضمنوا النتائج على المدى الطويل.
وختم: “قد يكون الاختيار الافضل فتح الباب امام لقاح سينوفارم الصيني- الذي بدأ توزيعه في الامارات- كونه مبني على اساس التقنيات القديمة وقد يكون اسلم”.