Site icon IMLebanon

رغم حملات التطعيم… لماذا ترتفع إصابات كورونا؟

رغم إعلان العديد من الدول “الحرب” على فيروس كورونا المستجد عبر إطلاق حملات تطعيم مكثفة، عادت الإصابات والوفيات بسبب الفيروس لتسجل ارتفاعًا قياسيًا في عدد من الدول.

وسجلت الولايات المتحدة، الجمعة، رقمًا قياسيًا جديدًا لحالات الإصابة بكوفيد-19 خلال 24 ساعة بلغ نحو 290 ألف إصابة، حسب جامعة “جونز هوبكنز”.

وفي الفترة الزمنية نفسها، أحصت البلاد 3676 وفاة جرّاء فيروس كورونا المستجد.

وكانت الولايات المتحدة سجلت الخميس رقمًا قياسيًا جديدًا للوفيات بفيروس كورونا خلال 24 ساعة بلغ نحو 4 آلاف وفاة.

كما ارتفع عدد الأشخاص الذين تم إدخالهم إلى المستشفيات منذ بداية الجائحة، حيث يشغل حاليًا نحو 131 ألف مريض أسرّة بسبب إصابتهم بالفيروس، حسب إحصاءات “كوفيد تراكنغ بروجكت” الذي يحلل البيانات في الولايات المتحدة يوميا.

وفي المجموع، سجّلت الولايات المتحدة 21.8 مليون إصابة بالفيروس وأكثر من 368 ألف وفاة منذ بداية الجائحة، حسبما ذكرت “فرانس برس”.

وفي بريطانيا، أعلنت لندن، الجمعة، أنها تواجه “حادثًا كبيرًا” لأن مستشفياتها تتعرض لخطر العجز عن مواجهة سلالة شديدة العدوى من فيروس كورونا تنتشر في أنحاء المملكة المتحدة.

وقال رئيس بلدية لندن صديق خان” إن أسرّة المستشفيات في العاصمة ستمتلئ بالمرضى خلال الأسابيع القليلة المقبلة لأن انتشار الفيروس أصبح “خارج السيطرة”، وفق ما نقلت “رويترز”.

وأضاف: “نعلن أن المدينة تواجه حادثًا كبيرًا لأن التهديد الذي يمثله هذا الفيروس لمدينتنا صار يمثل أزمة”.

ويشير تعبير “حادث كبير” في العادة إلى الهجمات أو الحوادث الخطيرة، خاصة التي يرجح أن تنطوي على “أذى جسيم أو ضرر أو تعطيل أو خطر على حياة البشر، أو الخدمات الأساسية، أو البيئة، أو الأمن الوطني”.

وآخر مرة أُعلن فيها عن “حادث كبير” في لندن كانت بسبب حريق برج غرينفيل في مجمع سكني شاهق الارتفاع في عام 2017 وأودى بحياة 72 شخصًا.

وحذّر خان من أن “هناك أجزاء من لندن فيها واحد من بين كل 20 من السكان مصاب بفيروس كورونا”.

ويقدّر مكتب الإحصاءات الوطنية أن 1.1 مليون شخص في إنكلترا مصابون بالفيروس، أي واحد من كل 50 حتى الثاني من كانون الثاني.

ولا تبدو الصورة في فرنسا أفضل، حيث يسود القلق في البلاد بعد اكتشاف عدة حالات إصابة بفيروس كورونا المتحوّر في ضواحي باريس، وأيضًا في منطقة بروتاني شمال غربي البلاد، حيث ثبت أن الفيروس المتحور الذي رصد هناك ليس من السلالة البريطانية.

وتسجل فرنسا نحو عشرين ألف إصابة بفيروس كورونا يوميًا، وهو رقم ينتج عنه نحو 300 وفاة وسطيًا في اليوم.

وأمام هذا الانتشار الكبير للفيروس، قررت السلطات تمديد إغلاق المطاعم والصالات الرياضية ومراكز التزلج على الجليد في الجبال حتى الشهر المقبل، ولوّحت بالعودة للإغلاق التام إذا لزم الأمر.

وأمام اعتكاف المقيمين في دور رعاية المسنين عن التطعيم رغم إعطائهم الأولوية في اللقاح، وسّعت السلطات طيف من يحق لهم أخذ اللقاح ليشمل المسنين خارج دور الرعاية، والأطباء الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عامًا، وأجّلت موعد الجرعة الثانية من اللقاح.

ويحذّر خبراء من أن يكون شهر كانون الثاني الحالي الأسوأ بسبب السفر خلال العطلات والتجمعات العائلية.

وفي حديث لـ”سكاي نيوز عربية” قال الأستاذ ومستشار العلاج الدوائي السريري للأمراض المُعدية الدكتور ضرار بلعاوي: “نحن مقبلون على شتاء قد يكون صعبًا بعض الشيء، حيث تنشط الفيروسات التنفسية ومنها كورونا المستجد”.

وأضاف بلعاوي: “ستكون هناك موجة ثانية للوباء وقد توقعها العلماء، هذا إلى جانب الطفرات التي ستطرأ على الفيروس كتلك التي ظهرت في بريطانيا”.

وتسارع الشركات الرائدة في إنتاج لقاحات كوفيد-19 في العالم لمعرفة ما إذا كانت لقاحاتها فعّالة في مواجهة التحورات الجديدة للفيروس.

وأفادت دراسة مختبرية أجرتها شركة “فايزر” الأميركية أن اللقاح الذي طورته مع شركة “بيونتيك” للوقاية من مرض كوفيد-19 فعّال فيما يبدو في مواجهة تحور رئيسي في السلالات الجديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا التي رُصدت في بريطانيا وجنوب إفريقيا.

ورغم تطمينات الخبراء بشأن فعالية اللقاحات ضد أغلب سلالات فيروس كورونا، فإنهم يحذرون من العراقيل التي تواجه عمليات توزيعها، تلك العمليات التي قد تأخذ وقتا طويلا، خاصة في الدول الفقيرة.

وأمام كل تلك التحديات لا يبقى أمام الخبراء سوى أن يوصوا بضرورة اتباع الإجراءات الاحترازية المتعرف عليها، وأهمها التباعد الاجتماعي وتجنب الأماكن المزدحمة.