Site icon IMLebanon

تفجير المرفأ: نصرالله يطرح أسئلة بدل الإجابة عنها!

في كلمة متلفزة القاها مساء الجمعة خصّصها للملف اللبناني والتطورات السياسية الحكومية، دعا الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى إعلان نتائج التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، وكشف الحقيقة للبنانيين وعوائل الضحايا، منتقدا المحقق العدلي القاضي فادي صوان، واعدا بمتابعة القضية حتى النهاية. وتحدث نصرالله عن “وجود أجواء بتمييع التحقيق وتضييع المسؤوليات وتضليل الحقيقة”، وعن “استخدام القضية بهدف رمي الاتهامات ضد (حزب الله)، واستغلاله للتحريض على رئيس الجمهورية ميشال عون والتيار الوطني الحر من بوابة التحالف”… وسأل عن الأسباب التي تحول دون إعلان الحقيقة، وما إذا كان الانفجار ناجماً عن وجود صواريخ أو ذخائر، أو مواد عسكرية متفجرة، أو طائرة ضربت المرفأ، أم عمل عدواني تخريبي، أم أنه يعود إلى الإهمال؟! مضيفا “الحقيقة موجودة في التحقيق، لماذا إخفاؤها؟ لماذا إبقاء الملف مفتوحاً للتضليل والتزوير والتحريض الطائفي والاستهداف السياسي؟” وذهب الى حد القول “بعد 5 أشهر على الانفجار، لم نعرف بعد من أتى بمواد نترات الأمونيوم، ولمصلحة من، وكيف مرّت على الأساطيل الأميركية والأوروبية ويونيفيل من دون مصادرتها؟ من استلمها”؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن الجمهور اللبناني كان يتوقّع من نصرالله اجابات عن هذه الاسئلة، لا ان يطرحها هو في الاعلام. فهل يجوز ان يكون مَن يعرف ماذا يوجد في ميناء حيفا في اسرائيل وفي مفاعلاتها النووية وشوارعها (…)، لا يعرف ماذا يوجد في مرفأ بيروت؟ وهل يعقل ان يكون الفريق اللبناني الوحيد المسلّح، والذي يردد ليل نهار انه سيحمي لبنان من اي عدوان او استهداف، وأن يده على الزناد دائما، “حاضرا في كل ساحة لمواجهة العدو ومخططاته وصدّها”، لا يعرف ان “فريقا ما” أدخل اطنانا من المتفجرات الى مرفأ بيروت؟! اذا كانت هذه هي الحال، فإنها تُعتبر خرقا كبيرا لقدرات المقاومة وجاهزيتها، تتابع المصادر، قبل ان تذكّر بمذكرات توقيف بالجملة صدرت في دول اوروبية وغربية وسواها في الاشهر الماضية، في حق اشخاص صدروا النيترات الى هذه الدول، تبيّن انهم ينتمون الى حزب الله. ووفق المصادر، فإن افضل وسيلة لتبرئة ساحة الحزب او حلفائه من اي تهمة بالتقصير في قضية المرفأ، هي في تلبية استدعاءات المحقق العدلي القاضي فادي صوان، واثبات البراءة امامه، لا في ان يقاطع المُستدعون القاضي، ويطالبوا بتنحيته. فالاكيد ان اللبنانيين وذوي الضحايا لن يقبلوا بنصف حقيقة ولا بكبش محرقة تتم التضحية به وتصويره على انه المسؤول عن التفجير، لإسكات الناس…

اما سياسيا، فردّ نصر الله كل الاتهامات التي تطاول حزب الله بتعطيل تشكيل الحكومة لحسابات المنطقة والإقليم، والانتخابات الرئاسية الأميركية، أو لأي اعتبارات خارجية، مؤكداً أن الخارج غير مهتمّ الآن بلبنان، متوجهاً لمن يربط التأخير بإمكان حصول مفاوضات إيرانية أميركية بالقول “لا مفاوضات لا على لبنان أو سورية أو العراق. وأنتم تنتظرون شيئا من دون أفق”، داعياً إلى تجاوز الاعتبارات الخارجية والتركيز على الجانب الداخلي والتفاهم. ورأى نصر الله أنه لا يجوز تحميل المسؤولية لطرف واحد في تأخير تشكيل الحكومة، فهناك مخاوف عند بعض الأطراف، ولا سيما في فتح الملفات، وهناك تيارات سياسية تعتبر نفسها مستهدفة بأصل وجودها، وتريد ضمانات مقابلة، لفك أزمة الثقة والمخاوف، ويجب حلّ هذه الأمور لأن الحكومة مهمة وضرورية، علماً أن لا عصا سحرية بيدها… وهنا، تقول المصادر “نصرالله يشير الى ان العقدة الحكومية اليوم هي غياب الثقة بين التيارين الازرق والبرتقالي. جيد. لكن في حال حُلّت، هل سيرضى الحزب بأن يسمي الحريري وزراءه”، هذا ما كان المراقبون يريدون جوابا عنه!