Site icon IMLebanon

بين ماكرون وبيروت… طريق حكومية مقطوعة؟

أثبتت المجريات السياسية حتى الآن أن أفرقاء الداخل لم يحسنوا استغلال الفرصة الذهبية التي أتتهم بعد تأجيل زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى بيروت، على وقع إصابته بوباء كورونا. وبالنظر إلى التجارب السابقة، غير المشجعة في معظمها، لا يستبعد أن يكون المعنيون يراهنون على تحديد موعد جديد لرحلة ماكرون الثالثة إلى بيروت، قبل أن يسرعوا الخطى في اتجاه تأليف حكومة.

وفي السياق، أشارت مصادر سياسية لـ “المركزية” الى أن الاتكال مجددا على رزنامة مواعيد الرئيس الفرنسي حصرا لتأليف حكومة لبنانية جديدة ليس إلا ضربا من الجنون، في ضوء الانشغالات الكثيرة لماكرون الغارقة بلاده في أزمة داخلية بلغت أوجها مع تفشي الوباء بشكل مرعب في أرجائها، إضافة إلى التحدي الكبير الذي تمثله طموحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في منطقة شرق المتوسط، وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتسلم الرئيس جو بايدن مهامه في البيت الأبيض بعد عشرة أيام تقريبا.

كلها، أضافت المصادر، قضايا قومية واقليمية قد لا تتيح لماكرون العودة إلى لبنان في وقت قريب، مع العلم أن خلية الأزمة المخصصة لدراسة الملف اللبناني في الاليزيه تستمر في العمل في هذا الاطار. وذكّرت المصادر أن وزير الخارجية الفرنسي جان-ايف لودريان أطلق أكثر من إشارة حمراء إلى مدى خطورة الوضع السياسي في لبنان، في ظل سلطة لا تحترف إلا فن المماطلة والتسويف، وهو ما جعل لودريان يغضب ويخرج على موجباته ولغته الديبلوماسية المعتادة في أكثر من مناسبة.

وشددت المصادر على أن في هذا الوقت الدولي المستقطع، لم يجد المسؤولون حاجة إلى تسريع التأليف، بل ملأوا الوقت بالعقد، والشروط والشروط المضادة، إلى حد أن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بات ينصح الرئيس المكلف سعد الحريري بالتخلي عن أداء مهمة التأليف، ليتحمل حزب الله ورعاته الاقليميون وحلفاؤه المحليون مسؤولية ما قد تصل إليه البلاد من إنهيار على كل المستويات، من شأنه أن يقضي على مقدرات الوطن.

أمام هذه اللوحة العابقة بالألغام السياسية، تدعو المصادر المعنيين إلى الاقلاع عن ربط لبنان بالاستحقاقات والمصالح الخارجية، وتسريع مسار التشكيل، معترفة في المقابل، بأن زيارة ماكرون إلى بيروت، قد تؤدي هذا الغرض، مع العلم أن الفرنسيين كانوا ربطوا مرارا بين تأليف الحكومة ورحلة ماكرون إلى بيروت، على اعتبار أن العالم ينتظر تطبيق المبادرة الفرنسية ليبني على الشيء مقتضاه “اللبناني”.