كتب شادي عواد في “الجمهورية”:
على الرغم من التشفير القوي الذي يوفره “واتساب” للمستخدمين، إلّا أنّه منذ أيام قام التطبيق بتغيير سياسة الخصوصية الخاصة به، طالباً موافقة المستخدم على السماح للتطبيق بجمع معلومات عنه.
لاحظ كثير من المستخدمين وصول رسالة عن سياسة الخصوصية الجديدة عند فتح تطبيق “واتساب” في الأيام الماضية. وهذه الرسالة أتت نتيجة إختبارات على سياسة الخصوصية في التطبيق، التي ستجبر المستخدمين مستقبلاً على مشاركة قدر كبير من بياناتهم مع “فيسبوك”. وتطبيق “واتساب” مملوك من “فيسبوك”، بعد أن إستحوذت عليه منصة التواصل الإجتماعي عام 2014 مقابل 19 مليار دولار.
سياسة جديدة
تمّ في هذه الرسالة إبلاغ المستخدمين بالتغيير الجديد الذي طرأ على التطبيق، وفيها يطلب منهم قبول هذه السياسة الجديدة، التي ستدخل حيز التنفيذ في 8 شباط المقبل. وبعد ذلك التاريخ، سيكون على المستخدم قبول التحديث الجديد حتى يتمكن من إستخدام “واتساب”، وإلّا لن يعمل التطبيق على هاتفك مجدداً. ومن المعلومات التي سيجمعها التطبيق بيانات الأجهزة ومكوناتها الصلبة، مثل البطارية وقوة إشارة الإتصال بالإنترنت وإصدار التطبيق والمتصفحات وشبكة الهاتف ومعلومات الإتصال، بما فيها رقم الهاتف ومشغل الجوال ومزود خدمة الإنترنت. كذلك سيتمّ جمع بيانات مثل اللغة والتوقيت وعنوان خادم الإنترنت، وأي إرتباطات سابقة للجهاز أو حساب المستخدم بأي من خدمات “فيسبوك”، بالإضافة إلى معلومات أخرى مثل رموز منطقة أرقام الهاتف، لمعرفة البلد والمنطقة التي يقيم فيها المستخدمون. أما المعلومات التي سيتمّ مشاركتها مع “فيسبوك”، هي رقم الهاتف وعنوان المستخدم وبيانات الهاتف المحمول ومعلومات الخدمة وتسجيل الحساب وكيفية التفاعل مع الآخرين.
نقض التعهدات
اعتبر كثير من الخبراء هذه الخطوة نقضاً للتعهدات، لأنّه في موقف “فيسبوك”، تعهّدت المنصة أنّ بيانات مستخدمي «واتساب» ستظل منفصلة عن بياناتها. وشكّك بعضهم في هذه الخطوة وتوقيتها، والهدف من ربط تطبيق الدردشة الأشهر عالمياً مع منصة التواصل الإجتماعي الأشهر عالمياً أيضًا. وسيستخدم “واتساب” مراكز بيانات “فيسبوك” العالمية، بما فيها تلك الموجودة في الولايات المتحدة الأميركية لتخزين البيانات.
خرق للخصوصية
في السياق عينه، أشار بعض المدافعين عن الخصوصية الرقمية، أنّ هذه الخطوة تُعتبر إنتهاكاً صارخاً لخصوصية الأفراد، خصوصاً للذين يريدون إستخدام تطبيق واحد من الإثنين. وطالبوا “فيسبوك” بالعزوف عن قرارها. وإستغربوا بند في السياسة الجديدة الذي ينص أنّه إذا حذفت حساب “واتساب”، ذلك لن يؤثر على المعلومات المتعلقة بالمجموعات التي أنشأتها أو المعلومات التي يمتلكها المستخدمون الآخرون لك، مثل نسختهم من الرسائل التي أرسلتها إليهم.