Site icon IMLebanon

بايدن ووزير الخارجية الجديد: رهان الممانعة الخاسر سلفًا

“لا تنتظروا وصول بايدن لتؤلفوا حكومة”. الكلام للأمين العام لحزب الله حسن نصرالله في إطلالته الأخيرة قبل أيام. ولا أحد يشك في أن وراء هذه الرسالة المحفوفة بالايجابية محاولة من الحزب لغسل يديه من تبعة تعطيل المسار الحكومي. غير أن جرعة الحلحلة هذه لم تعمر أكثر من بضع ساعات. حيث أن رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أطل عقب كلام نصرالله ليشن هجوما عنيفا على الرئيس المكلف سعد الحريري، قاطعا بذلك نهائيا شعرة معاوية مع بيت الوسط، وهو ما أكده السجال الذي اشتعل مساء أمس.

هذه الصورة ذات الطابع المحلي الطاغي ترسمها لـ “المركزية” مصادر سياسية. لكنها تشدد على ضرورة عدم إغفال المعطى الخارجي المتمثل في أن محور الممانعة ينتظر بفارغ الصبر يوم 20 كانون الثاني ليكتشف مقاربة بايدن للملف الايراني، خصوصا أنه يعلق آمالا كثيرة على توجه سياسي اقليمي مناقض لذاك الذي ركن إليه ترامب، والقائم على المواجهة القاسية والمفتوحة مع طهران وأذرعها في المنطقة.

غير أن أوساطا ديبلوماسية غربية تحذر من المبالغة في الرهان على سياسة بايدن الخارجية، خصوصا في ما يخص ايران، على اعتبار أن المقاربتين الجمهورية والديموقراطية للملف العربي والايراني لا يلغيان ما يمكن اعتبارها ثوابت أميركية.

وتلفت في هذا الاطار إلى أن وزير الخارجية الأميركي الجديد أنطوني بلينكن يشترك مع كثير من أسلافه في اعتبار أمن اسرائيل خطا أميركيا أحمر، خصوصا أن والدته تزوجت أحد الناجين من الهولوكوست (المحرقة اليهودية في ألمانيا النازية)، بعد انفصالها عن والده. كذلك، فقد عمل الرجل مستشارا للأمن القومي لبايدن عندما كان نائبا للرئيس في إدارة باراك أوباما. وهو، بحسب المعلومات المتداولة عبر وسائل الاعلام الغربية، من كبار الدعاة إلى سياسة خارجية تعيد لأميركا دورها الريادي في العالم، خصوصا بعد النكسات الكبيرة التي تلقتها الديموقراطية الأميركية في عهد ترامب، وآخرها أعمال العنف الأسبوع الماضي.

إنطلاقا من هذه المعطيات، تتوقع المصادر أن يحافظ بلينكن على الخطوط العريضة لخيارات سلفه مايك بومبيو من حيث المضي في مواجهة طهران من جهة، كما التحدي الصيني الماثل بقوة أمام واشنطن، ما يوجب ضرورة فك الارتباط بين ملفات لبنان والمنطقة ووصول الادارة الأميركية الجديدة، قبل أن تدق ساعة الخسارات الكبرى محليا واقليميا.