Site icon IMLebanon

العلاقة بين عون والحريري غير قابلة للترميم!

جاء في “المركزية”:

لسنا نذيع سرا اذا قلنا ان تأليف الحكومة بات من المستحيلات. فكل يوم، تتكشف مواقف ومعطيات جديدة، تهيل ثرى اضافيا فوق “جثمان” التشكيل “الفقيد”. وبعد ان ظنّ اللبنانيون ان ما قاله رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الاحد الماضي، وكلامه العالي النبرة غير المسبوق في حق الرئيس المكلف سعد الحريري شكّل الدليل القاطع والنهائي الى ان لا حكومة في المديين القريب والمتوسط، لان فريق العهد لا يريد الحريري في السراي… أتى الفيديو الذي سُرّب امس لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حادث غريب عجيب لم يشهده تاريخ الجمهورية اللبنانية ورئاستها لما يكتنف من خطورة، ليقول ان هناك المزيد والمزيد في جعبة هذا الطرف، لاقفال الطرق كلّها، وبإحكام، امام الرئيس الحريري.

فقد اتهم رئيس الجمهورية الرئيس الحريري علنا وبالصوت والصورة بانه “يكذب”. وسجلت الكاميرات دردشة دارت بين عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال حسان دياب قبيل انعقاد المجلس الأعلى للدفاع سأل فيه دياب عون عن وضع التأليف فأجابه: “ما في تأليف. عم يقول (يقصد الحريري) عطاني ورقة. بكذب. عامل تصاريح كذب وهلق راح تركيا وليك قديش غاب شو بيأثر. ليك حظن اللبنانيين”.

على الاثر، رد الرئيس الحريري بمقطع من الكتاب المقدس نشره عبر تويتر، كاتبا “من الكتاب المقدس – سفر الحكمة : ان الحكمة لا تلج النفس الساعية بالمكر، ولا تحل في الجسد المسترق للخطية، لان روح التأديب القدوس يهرب من الغش، ويتحول عن الأفكار السفيهة، وينهزم اذا حضر الإثم”. كما نشر الأمين العام لـ”تيار المستقبل” احمد الحريري تغريدتين سابقتين للرئيس عون على صفحته يؤكد فيهما ان الرئيس الحريري قدم له تشكيلة حكومية كاملة وانه في المقابل سلمه طرحا حكوميا متكاملا. وعلق احمد الحريري قائلا: “تويتر فخامة الرئيس يكذب فخامة الرئيس”. ولاحقا، حاولت بعبدا تخفيف وطأة الموقف، فعممت عبر مصادرها ان ما نشر من كلام لعون امام دياب “ليس الا لقطات مقتطعة لم تنقل كامل الجملة التي تنفي فيها ما قاله الحريري عن ان عون سلمه لائحة أسماء”.

سواء كان هذا الفيديو مسرّبا عمدا ام عن غير قصد، وهو ما يستوجب فتح تحقيق سريعا كون التسريب من رئاسة الجمهورية وليس من اي موقع آخر، فإنه كشف، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ان ثمة استحالة لاي ترميم للعلاقة بين الجهتين (بعبدا – ميرنا الشالوحي من جهة وبيت الوسط من جهة ثانية). فالازمة بينهما لم تعد ازمة ثقة، كما قال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ايام، بل هناك نوع من “الحقد” الشخصي المتبادل- لا سيما من قبل الطرف الرئاسي ضد الحريري – ما يجعل اعادةَ جمعهما تحت سقف حكومي واحد، في حال نجحت الوساطات التوفيقية في ذلك (وهو امر مستبعد الى ابعد الحدود اليوم)، نقلًا للمشكلة الى داخل المؤسسات الدستورية، ما يعني ان الحكومة العتيدة ستُدار بكيدية ومناكفات، وستكون بالتالي محكومة بالفشل.

في الانتظار، الحريري رغم كل المحاولات الرئاسية لدفعه الى الاعتذار، ثابت ومتمسك بالتكليف. وقد اعلن النائب محمد الحجار ان “هناك 3 لاءات يستلزمها الموقف اليوم هي أنه لن يكون هناك ثلث معطل، ولا استسلام لمشيئة التعطيل التي يريد فريق العهد فرضها، ولا اعتذار”. فهل يستمر الشغور في الحكومة حتى انقضاء ولاية الرئيس عون؟