رأى العميد المتقاعد خليل الحلو، ان انعدام المودة والثقة بين بعبدا وبيت الوسط، يساهم مباشرة في عرقلة تشكيل الحكومة، لكنه يبقى سببا ثانويا امام الأسباب الكبرى الرئيسية غير المعلنة، الا وهي طموح جبران باسيل مدعوما من الرئيس ميشال عون، الى الامساك بكل مراكز القرار في لبنان، لا سيما، وتبعا لحسابات باسيل، فإن الحكومة العتيدة مرشحة لتكون آخر حكومات العهد، وستشرف بالتالي على الانتخابات النيابية المفترضة دستوريا، وستكون من وجهة نظره وحليفه حزب الله وكامل فريق الرئيس، المرتكز الصلب والأساسي لتأمين الاكثرية في مجلس النواب.
ولفت خليل في تصريح لـ «الأنباء» الى ان من حق رئيس الجمهورية دستوريا، ان يرفض التشكيلة الحكومية برمتها، او ان يبدي رأيه ببعض الاسماء، وذلك بمثل ما للرئيس المكلف ايضا، الحق في ان يستند في التأليف الى نتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة، لكن ان يخرج باسيل متسترا بعباءة الرئاسة، ليفرض على الرئيس المكلف شروطه ومعاييره، امر غير مقبول بكل المقاييس، لانه يسحب قطار التأليف عن السكة الدستورية، ويدخله في زواريب الاطماع الباسيلية والاجندات الاقليمية.
وردا على سؤال، لفت خليل الى ان المؤسف في المشهد التعطيلي، هو ان رئيس الجمهورية يخدم مصالح الصهر على حساب مصالح الدولة، وعلى حساب الدستور والانتظام العام للمؤسسات، معتبرا انه من السذاجة بمكان، الهبوط الى مستوى البحث عن حقيقة من يكذب على من بين عون والحريري، لان دوائر القصر الجمهوري، اعلنت صراحة وبوضوح لا لبس فيه، ان الرئيس المكلف سعد الحريري، قدم تشكيلته للرئيس عون، وهو موقف مؤرشف وعلى الاعلام والاعلاميين اعادة تظهيره، كموقف حاسم لا يحمل التأويل والجدل.
وعليه، أكد خليل ان تعطيل تأليف الحكومة جريمة موصوفة، والغاية منها تركيع الحريري لاستعماله واجهة دستورية وغطاء شرعي، مشيرا الى ان الفريق الباسيلي ومن خلفه حزب الله، يعتبر موقع رئاسة الجمهورية في جيبه، ويسيطر على مجلس النواب، ويسعى بالتالي للامساك بالسلطة التنفيذية، وذلك لاستكمال استيلائه على مواقع القرار في لبنان، «يتلاعبون بمصير لبنان واللبنانيين، ولا هم لديهم سوى تأمين مصالحهم الشخصية والحزبية التيارية، ما يعني بتعبير ادق، ان فريق جبران باسيل الى جانب حزب الله، يريد حكومة مستنسخة عن حكومة دياب، لابقاء نفوذهم وسيطرتهم على الدولة، ويعملون بالتالي على استسلام سعد الحريري لشروطهم ورغباتهم، والا فليعتذر ويرحل تحت الضغوط التي يمارسونها عليه».
وختم خليل معتبرا ان البعض بشكل عام، وفريق باسيل حزب الله بشكل خاص، يربط ازمة تشكيل الحكومة، بما ستسلكه العلاقة الايرانية -الاميركية بعد وصول بايدن الى السدة الرئاسية، علما ان اي منحى جديد في هذه العلاقة، بحاجة اقله الى ستة اشهر لكي تتبلور عناصره، خصوصا ان الولايات المتحدة مأخوذة حاليا بمشاكلها الداخلية، وبالتالي ان لم يتنبه اللبنانيون الى ما تقتضيه المصلحة اللبنانية، فنحن ذاهبون حتما الى فوضى عارمة.