Site icon IMLebanon

عندما يهجم غلمان “الحزب” على الجيش اللبناني! (بقلم طوني أبي نجم)

كتب الصحافي طوني أبي نجم:

 

الموضوع لا يتعلّق على الإطلاق بحرية التعبير ولا بالحريات الاعلامية، ولم أقف يوماً إلا مع حرية التعبير والحريات الصحافية والاعلامية بوجه كل محاولات القمع. تاريخي الشخصي يشهد، كما تشهد جدران زنازين وزارة الدفاع على كل ما عانيته شخصياً خلال مرحلة الاحتلال السوري من 19 محطة اعتقال، يوم كان الجيش اللبناني خاضعاً للنظام الأمني السوري- اللبناني.

واليوم نبقى أولاً مع حرية التعبير والعمل الصحافي في لبنان لأنها تسمو على كل الاعتبارات. ولكن شتّان ما بين الدفاع عن حرية التعبير، وبين القبول بحملة يقودها غلمان “حزب الله” على الجيش اللبناني، تنفيذاً لأجندة إيرانية واضحة الأهداف والمعالم.

ولم يكن ينقص حملة رضوان مُرتضى الوقحة والرخيصة والمكشوفة على الجيش اللبناني، غير مقالة ابراهيم الأمين في جريدة “الأخبار” اليوم، لتتكشف كل تفاصيل حملة “حزب الله” وأدواته على الجيش اللبناني وقائده العماد جوزف عون.

عندما يصل العهر بابراهيم الأمين إلى التلويح لقائد الجيش بأن المعادلات تغيرت داخل المؤسسة العسكرية ومحاولة الإيحاء بأن الضباط من مذهب معين المحسوبين على “حزب الله” باتوا يسيطرون ولم يعد الجيش اللبناني هو نفسه المؤسسة التي كان المسيحيون يعتبرونها ملاذهم، فإن في هذا المنطق ما يستدعي اتخاذ أقسى التدابير بحق من تسوّل لهم نفسهم وعمالتهم للميليشيات الإيرانية ضرب المؤسسة العسكرية ومعنوياتهم ومناقبية ضباطها وجنودها. فولاء قيادة الجيش بكافة ضباطها ومسؤوليها وعسكرييها هو للعلم اللبناني وللدولة اللبنانية، ولن يكون يوماً لا للمشروع الإيراني ولا لغيره من المشاريع الخارجية.

أما كل الاتهامات السخيفة بوجود ملفات مالية وغيرها داخل الجيش اللبناني، والتي يعرف ابراهيم الأمين ومن وراءه أنها باتت من الماضي البغيض في الجيش، وأن جوزف عون عمل ويعمل مع مساعديه منذ اليوم الأول لتعيينه على إصلاح ما أفسده الاحتلال السوري والنظام الأمني السوري- اللبناني في مرحلة الاحتلال، وما استمر يحاول “حزب الله” أن يفعله بعد ذلك.

إن الحملة المكشوفة على العماد جوزف عون لتطويعه وجعله أداة ليّنة في المشروع الإيراني لا يمكن أن تمرّ، كما أن استهداف قائد الجيش من بوابة أنه مرشح بارز ونظيف لرئاسة الجمهورية في زمن الانهيار المطلق الذي تسبّب به “حزب الله” والمحور الإيراني إلى جانب حلفائهم في منظومة الفساد، لن يغيّر في أداء قائد الجيش ولن يجعله لا شريكاً للمنظومة الفاسدة ولا مطواعاً لنيل رضى “حزب الله” عليه كمرشح رئاسي… وجرّبوا العبوا غيرها!

وليعلم القاصي والداني أن العماد جوزف عون المؤتمن على الجيش اللبناني، لن يجعل منه يوماً “جيش أبو شحاطة” إرضاء لنظام الأسد، ولا “حشداً شعبياً” إرضاءً لنظام الملالي في طهران. سيبقى الجيش اللبناني في عهد جوزف عون طليعياً بتدريباته وعتاده وتوجّهه وعلاقاته مع الدول الصديقة والحليفة للبنان، وهي طبعاً الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا والدول العربية.

أما بخصوص “الحمرنة” فهي الاختصاص الذي مارسه “حزب الله” منذ حرب “لو كنت أعلم”، وصولاً إلى عزل لبنان عن محيطه العربي والدولي والتسبّب بالانهيار الشامل فيه إرضاء لنظام ولاية الفقيه الإيراني. “الحمرنة” بجعل لبنان أسوأ ضحايا فيروس كورونا في حين أن إسرائيل هي الدولة الأولى في العالم لناحية تلقيح شعبها ضد الوباء.

أياً يكن، فإن حملة غلمان “حزب الله” على الجيش اللبناني ستزيد اللبنانيين التفافاً حول جيشهم، كما أن هذه الحملة برموزها المعرفة ستزيد من بريق السيوف والنجوم ونظافتهم على كتفي العماد جوزف عون الذي لن يؤدّي التحية لغير العلم اللبناني ومؤسسات الدولة اللبنانية ومصالح اللبنانيين العليا…