كمال قبيسي – “العربية”:
لبنانية الأصل، كانت زوجة لحفيد رئيس أميركي شهير، هي أكثر من له لمسات وبصمات في بيت تاريخي، قرر الرئيس المنتخب جو بايدن، النوم فيه الثلثاء المقبل، عشية أدائه اليمين الدستورية وتنصيبه في اليوم التالي، وهو المعروف باسم President Guest House المخصص رسميا لضيوف الرئيس من القادة الأجانب، وشهير شعبيا باسم Blair House القريب 22 مترا من بوابة البيت الأبيض في جادة بنسلفانيا بواشنطن.
عبر مؤسسة تقوم بصيانة البيت الذي بنوه في 1824 وترممه متى احتاج، وتحافظ على ما فيه من تحف وأثاث فاخر، اسمها Blair House Restoration Fund الخاصة، كانت سلوى شقير التي احتفلت الأربعاء الماضي بمرور 92 سنة على ولادتها في مدينة Kingsport بولاية تنيسي، تشرف على البيت وترعاه، بوصفها رئيسة أمناء المؤسسة للآن، وفقا لما ألمت به “العربية.نت” من الوارد بسيرتها، كما من فيديو معروض أدناه، عن شقير التي كانت رئيسة برتبة سفير للبروتوكول في البيت الأبيض، بدءا من 1982 وطوال 7 سنوات من عهد الرئيس رونالد ريغان، الراحل في 2004 بعمر 93 عاما.
في الفيديو صور لسلوى شقير مع زعماء أجانب ورؤساء أميركيين، كما فيه صورتان لوالديها نجلاء وسليم شقير، وهما من طائفة الدروز الموحدين، وهاجرا من بلدة “أرصون” البعيدة في قضاء بعبدا 30 كيلومترا عن بيروت، حيث اشتغل والدها “بائعا جوالا بأوائل القرن الماضي في أميركا، وبعدها أسس متجره الخاص” طبقا لما روته في كتاب ألفته بعنوان Keeper of the Gate أو “حارس البوابة” وصدر في 1990 عام وفاة من كان زوجها طوال 40 سنة، وهو Archibald Bulloch Roosevelt Jr حفيد الرئيس تيودور روزفلت، المعروفة باسمه حاملة طائرات شهيرة.
كان زوجها الواردة صورته بعد الثانية 40 في الفيديو، ورحل عن الدنيا بعمر 72 عاما، من دون أبناء منها، ضابطا رفيعا في CIA الاستخباراتية الشهيرة، وبحكم وظيفته أقامت معه عامين في تركيا، ثم 3 بإسبانيا، وتلتها 5 في بريطانيا، وبعدها تجولت في عدد من دول أميركا اللاتينية، بوصفها كانت صحافية ميدانية، وحدث مرة أن اتصل بمنزلها في واشنطن مايكل ديفيز، كبير معاوني الرئيس ريغان، ليبلغها قرار تعيينها رئيسة التشريفات بالبيت الأبيض، لكنه لم يجدها لأنها كانت تلك اللحظة بالذات، تشتري خرزة زرقاء في البرازيل، لفتت انتباهها بحرف L محفور عليها، فتفاءلت به خيرا، لأنه أول حرف من لقب كانت معروفة به، وهو Lucky أي المحظوظة، المقحم وسط اسمها في معظم الأحيان.
اقترحت على الرئيس الاستشهاد بعبارة لجبران
وارد أيضا بسيرة سلوى شقير الحاصلة على ماجستير بالصحافة والعلاقات العامة من جامعة Vassar بنيويورك، وهي غير “سلوى روضة شقير” الفنانة التجريدية الراحلة، أنها أقامت في لبنان لعامين وهي طفلة، وفي واشنطن كانت زميلة لجاكلين كينيدي، وصديقة لزوجها الرئيس القتيل في 1963 بالرصاص جون كينيدي، وهي من اقترحت عليه الاستشهاد في خطاب تنصيبه بعبارة لجبران خليل جبران، فظهرت سلوى التي كانت تعمل وقتها بقسم التشريفات بالبيت الأبيض، في فيلم خلفه بالحفل، وما أن لفظ عبارة “لا تسأل ما يمكن لوطنك أن يقدم لك، بل سل ما يمكن أن تقدمه أنت لبلدك” حتى صفقت بحرارة مع المصفقين.
وفي تحقيق نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” في 5 آذار 1982 لمناسبة تعيينها رئيسة للبروتوكول بالبيت الأبيض، وطالعته “العربية.نت” بموقع الصحيفة التي قالت من دون مصدر إن والدها سليم شقير “هاجر إلى الولايات المتحدة بعد أن تسلل خلسة إلى سفينة نقلته من لبنان” وهو ما ورد أيضا في موقع اسمه “منتديات المهرجان الدولي للشعر والزجل” المضيف أنهم “اعتقلوه في السفينة وأجبروه على العمل فيها لقاء تعرفة السفر (..) وفي عام 1927 تعرف إلى نجلاء شقير (ام سلوى) التي نشأت إبان الانتداب الفرنسي في عائلة عريقة وعارض أهلها زواجها بسبب الفارق الاجتماعي، فذهب العروسان بدون موافقة الأهل وتزوجا في أميركا” ويبدو أن ما ذكره “منتديات” هو ترجمة في 2010 لما نشرته مجلة إيطالية على ما يبدو.
أما ما ورد من الوكالات أمس، نقلا عما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية الخميس، عن “بلير هاوس” الذي كان مملوكا لعائلة بلير لأكثر من 100 عام، ويحتفلون بعد 3 سنوات بمرور قرنين على تشييده، فإن الرؤساء غالبا ما استخدموه للهرب إليه بشؤونهم الخاصة من البيت الأبيض المجاور، وهو جاهز الآن لينتقل إليه الرئيس المنتخب الثلاثاء، تمشيا مع عادة بدأها في 1977 الرئيس جيمي كارتر، وكررها من بعده كل الرؤساء، حيث نام كل منهم في الليلة التي تسبق أداء القسم، وآخرهم ترمب الذي التزم بالتقليد وبقي في Blair House بدلا من فندقه القريب.
تشرشل يدخل غرفة نوم الزوجين
ويبدأ يوم التنصيب، أي صباح الأربعاء المقبل، بتوقيع الرئيس المنتخب على دفتر ضيوف رسمي، قبل تناوله الإفطار مع أفراد العائلة والأصدقاء، ثم يحضر قداسا في كنيسة ملحقة بالبيت الأكبر بالأمتار المربعة من البيت الأبيض، باعتباره من 4 طوابق، وبعد الظهر والغداء، يقيم حفل استقبال للسفراء والدبلوماسيين، وهو ما قد لا يحدث هذا العام بسبب “كورونا” المستجد، ثم يجتمع في البيت الأبيض إلى الرئيس المنتهية ولايته، وهذا صعب أيضا، لأن ترمب يرفض الحضور، بحسب ما يمكن استنتاجه من تصريحاته الأخيرة.
مما يكتبونه عن Blair House أيضا، أن رؤساء الدول الزائرين كانوا يبيتون في البيت الأبيض، إلى أن حدث في 1942 ما حمل Eleanor Roosevelt على إقناع زوجها الرئيس فرانكلين روزفلت، بشراء المنزل واستخدامه كبيت ضيافة لكبار الشخصيات، وتغيير عادة استضافتهم في البيت الأبيض ونومهم فيه، بحسب ما ألمت به “العربية.نت” من تحقيق عن البيت في مجلة TIME الأميركية، لأن رئيس وزراء بريطانيا، ونستون تشرشل “دخل والسيجار بيده إلى غرفة نومها المشتركة مع زوجها، راغبا في الساعة الثالثة فجرا إجراء محادثات” وسريعا اقتنع الزوج، فاشترته الحكومة بمبلغ 150 ألف دولار.