تكثف “القوات اللبنانية” اتصالاتها مع عدد من القوى السياسية بغية تكوين جبهة إنقاذ معارضة في أسرع وقت ممكن من أجل الدفع في اتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، تؤدي إلى وصول أكثرية نيابية مختلفة تعيد إنتاج السلطة كلها وفي طليعتها انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة إنقاذ طال انتظارها، بحسب ما أعلن رئيس الحزب سمير جعجع.
كل ذلك، وسط معارضة من قوى 8 اذار التي تتمسك بالمجلس الحالي وترفض الانتخابات المبكرة، وتطرح حركة امل في الموازاة مشروع قانون جديد للانتخاب على اساس النسبية المطلقة من دون صوت تفضيلي ولبنان دائرة انتخابية واحدة، تساهلت بعدها بجعل لبنان خمس دوائر اي المحافظات الخمس الاساسية. في خطوة، اعتبرتها اوساط سياسية مطلعة، تعطل المطالبة بالانتخابات المبكرة لأن معظم قوى 8 اذار، باستثناء التيار الوطني الحرّ، ترفض الانتخابات على اساس القانون الحالي.
وتعتبر الاوساط ان التغيير غير ممكن، طالما ان المنظومة الحاكمة نفسها تتسلح بالغالبية النيابية، لذلك، لا بد من إجراء انتخابات مبكرة كما طالب الثوار لتجديد الحياة السياسية وضخ دم جديد في الحياة البرلمانية. فهل تنجح “القوات” في مسعاها؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب وهبي قاطيشا أوضح لـ”المركزية”، “ان الهدف من الطرح، التأسيس لمشروع طويل الأمد، يحدد مستقبل لبنان وكيفية إنقاذه، وليس مجرد مشروع مرحلي قصير الأمد”، لافتاً الى “أن الجميع يطالب بالتغيير، لكن الامور تحتاج الى خطوات عملية تنفيذية وليس مجرد طروحات في الهواء، او ان نبقى في عالم الاعلام والطرح”، مشددا على “اننا نشهد على الساحة اللبنانية الكثير من الطروحات في مقابل القليل من التنفيذ العملي”.
وعن مطالبة بعض الافرقاء بتغيير القانون الانتخابي الحالي، والذي يشكل نقطة خلاف، قال: “لا أعرف لما يطالبون بتعديله. هذا القانون بالفعل اعطى تمثيلاً صحيحاً بنسبة 90 في المئة، هل يريدون العودة الى “البواسط” و”المحادل”؟ لن نقبل بذلك”.
وفي حال جرت الانتخابات ولم تكن على المستوى المطلوب، وهو امر يخشاه البعض، قال: “نكون قد حاولنا على الاقل. اللبنانيون نزلوا الى الساحات وطالبوا بالتغيير، وثورة 17 تشرين أثبتت أن الشعب يريد قلب المعادلة. فلنعطه هذه الفرصة. لا خسارة في المحاولة، اذا اجرينا انتخابات من الممكن ان نربح شيئا او على الاقل نبقى كما نحن، لأن ما لنا لن ينزعه أحد منا، لكن اذا لم نجر الانتخابات سيبقى الوضع على ما هو عليه، وبالتالي نكون قد خسرنا فرصة إنقاذ البلد. أهمية ما نطرحه هو أنه يفتح الباب للتغيير، وهي فرصة يجب ألا نفوتها، ونتمنى على القوى السياسية التجاوب معها، فلا ضير من المحاولة”.