كتب عمر البردان في “اللواء”:
برز موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الذي طالب بقيام جبهة إنقاذ معارضة للعهد وحليفه «حزب الله» تكون أولى مهامها الدفع باتجاه إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لتخليص البلد من الأكثرية الحاكمة التي أوصلته إلى ما وصل إليه. ويتلاقى موقف جعجع مع ما سبق ونادى به رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط وغيره، بانتظار أن تتبلور مواقف بقية الأطراف المعارضة للعهد من هذه الدعوة. وتالياً فإن السؤال الذي يطرح: هل بالإمكان ولادة مثل هكذا جبهة؟ وهل بهذه السهولة جمع أطرافها على جدول أعمال موحد؟
يجيب عن هذه التساؤلات عضو كتلة «الجمهورية القوية» النائب العميد وهبي قاطيشا بالقول لـ«اللواء»، إن «أرضية الجبهة التي يراد تشكيلها موجودة، لكنها تحتاج إلى إرادات قادة المعارضة»، مضيفاً: «المعارضون للتيار الوطني الحر وحزب الله يشكلون أغلبية، ولا بد بالتالي من القول وبصراحة أنه لا يمكن مع هذه الفئة إنقاذ البلد وإعادة بنائه»، مطالباً بـ«قرار صريح للإنقاذ بهذا الشأن». ويقول قاطيشا، إن “الموضوع ما زال في الإعلام، ولا اتصالات مباشرة بين القوات والآخرين، لكن الإرادة موجودة عند الحزب الاشتراكي والكتائب والمستقلين والكتائب وعندنا وعند آخرين. وهذا يفرض التواصل بين هذه القوى لبلورة موقف موحد من قيام الجبهة المعارضة”.
ويشير قاطيشا، إلى أن «حزب القوات اللبنانية يدرس الموضوع لاتخاذ الموقف من الجبهة، وما يمكن القيام به مع بقية الأطراف المؤيدة»، مشدداً على أن «الأولوية في برنامج عمل هذه الجبهة يجب أن تكون في الضغط لإجراء انتخابات نيابية مبكرة، من أجل تغيير الأكثرية الحالية المتحكمة بالبلد، ووضع الناس أمام مسؤولياتها بأن التجديد للثنائي الحاكم سيغرق لبنان أكثر. ولذلك لا بد من التغيير وانتخاب أكثرية جديدة بإمكانها إخراجه من مأزقه، وهذا الأمر لا يمكن أن يتم إلا من خلال الانتخابات النيابية المبكرة. لكي يقول الشعب كلمته من خلال الاستحقاق النيابي، لأننا متمسكون بخياراتنا اللبنانية الوحيدة القادرة على إخراجنا من المأزق وإنتاج سلطة جديدة».
ويشدد نائب «القوات»، على أن “الأكثرية التي أفرزتها الانتخابات النيابية في الـ2009 وقبلها في الـ2005، كان يجب أن تحكم، لكنها لم تفعل، فكان الخيار التوجه نحو المصالحة التي لم يحترمها الفريق الآخر، بعدما غدر بنا في الـ2011، حيث تعاملت قوى الرابع عشر من آذار بكثير من حسن النية مع فريق لم يحترم تعهداته، بإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري عند دخوله البيت الأبيض. فماذا كانت النتيجة؟ حكموا لوحدهم فأسقطوا البلد في الهاوية. والآن بعد الذي جرى فليسمحوا لنا. الأكثرية التي ستنتج عن الانتخابات المبكرة هي التي ستحكم”.
ولا يرى قاطيشا، «إمكانية في الظروف الراهنة لعودة تنظيم قوى الرابع عشر من آذار، مع أننا ما زلنا متفقين على العناوين الأساسية التي قامت عليها انتفاضة الاستقلال، لكن حصلت تطورات ومتغيرات في السنوات الماضية لا يمكن تجاهلها، وبالتالي لا بد من التوافق مسبقاً على الخطوط العريضة على أي جبهة يراد تشكيلها، كي تستطيع قوى المعارضة من قول كلمتها في الاستحقاقات الأساسية وفي مقدمها الانتخابات النيابية المبكرة لن تشكل المخرج الوحيد من هذا الوضع الذي يعانيه لبنان».