كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:
إذا أردتم الحفاظ على صحّة جيّدة، فإنّ الحرص على تناول وجبة «صديقة» للقلب صباحاً يُعدّ أفضل خطوة يمكن البدء بها. ووفق أطباء القلب، هناك فطور واحد يتفوّق على الخيارات الأخرى: توست الأفوكا جنباً إلى الفاكهة. لكن ما السبب تحديداً؟
في الواقع، إنّ توست الأفوكا يتمتّع بمجموعة من الفوائد الكفيلة بدعم القلب القويّ. واللافت أنّ مَزجه مع الفاكهة، مثل التوت أو الموز، يسمح باستمداد مزيد من المنافع!
إليكم أبرز ما كشفه اختصاصي طب القلب الرياضي الدكتور جون هيغنز، من «McGovern Medical School» في هيوستن:
يحتوي على فيتامينات ومعادن مُفيدة للقلب
بدءاً من خبز القمح الكامل والأفوكا وصولاً إلى التوت والموز، فإنّ كل مكوّن في هذا الفطور يزوّدكم بعدد كبير من الفيتامينات والمعادن التي يحتاج إليها الجسم لقلبٍ قويّ.
تحتوي الحبوب الكاملة على الفيتامينات B، مثل B1 وB2 وB3، الأساسية للحفاظ على صحّة الأيض والجهاز العصبي. جنباً إلى الفيتامين B9 الذي يؤدي دوراً جوهرياً في تشكيل خلايا الدم الحمراء، فضلاً عن أنّ الحبوب الكاملة مليئة بالحديد الذي ينقل الأوكسيجين إلى الدم.
ووجدت دراسة نُشرت عام 2015 في «BMC Medicine» أنّ الأشخاص الذين يأكلون الحبوب الكاملة بانتظام انخفض لديهم خطر الموت من كل الأسباب، بما فيها أمراض القلب، بنسبة 17 في المئة مقارنة بنظرائهم الذين يتناولون أدنى جرعة من هذه المنتجات.
ويُنصح باختيار الموز الذي يُعتبر فاكهة «وفيّة» لقلوبكم! فهو مليء بالبوتاسيوم الذي يحسّن وظيف الأوعية الدموية ويخفّض ضغط الدم. وبالفعل، فقد توصلت دراسة نُشرت عام 2011 في «Current Hypertension Reports» إلى أنّ الحميات الغنيّة بالبوتاسيوم مرتبطة بمعدل ضغط دم أقلّ وانخفاض خطر السكتات الدماغية، وأمراض القلب التاجية، واحتشاء عضلة القلب، وأمراض القلب والأوعية الدموية الأخرى.
وإذا كنتم لا تحبّون الموز، يمكنكم الاستعانة بفصيلة التوت التي تُعتبر بدورها «صديقة» القلب! ففاكهة الفريز والتوت الأزرق مليئة بالفيتامين C المهمّ لتعزيز وظيفة القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى توفير جهاز مناعي صحّي.
غنيّ بالألياف
تحتوي الفاكهة والحبوب الكاملة على جرعة عالية من الألياف التي لا تضمن استقرار معدل السكّر في الدم وتوفّر الشبع فحسب، بل قد تساعد أيضاً على خفض مستويات الكولسترول وخطر الإصابة بأمراض القلب، والبدانة، والسكّري من النوع الثاني.
ويتميّز الأفوكا عن باقي أنواع الفاكهة والخضار باحتوائه على كميات عالية من الألياف القابلة وغير القابلة للذوبان، إستناداً إلى بحث صدر عام 2016 في «Nutrients». ناهيك عن أنّ الأفوكا يملك نسبة أقلّ من مركّبات «Phytates» و»Oxalates» مقارنةً بمصادر الألياف الأخرى، والمعروفة بمضادات التغذية لأنها قد تتعارَض مع امتصاص معادن مهمّة مثل الكالسيوم، والحديد، والزنك، والماغنيزيوم.
منجمٌ من مضادات الأكسدة
تُعتبر الفاكهة مصدراً ممتازاً لمضادات الأكسدة التي تحارب الجذور الحرّة التي قد تُدمّر الخلايا، واللافت أنّ هذه المواد هي تحديداً مهمّة لدعم صحّة القلب.
يرجع السبب إلى أنّ الجذور الحرّة يمكن أن تجعل جُزيئات الكولسترول السيّئ أكثر مَيلاً لسدّ جدار الشريان، بحسب «Harvard T.H. Chan School of Public Health». وعندما يتراكم الكولسترول في الشرايين، يقيّد تدفق الدم وقد يؤدي في النهاية إلى تصلّب الشرايين أو النوبة القلبية أو السكتة الدماغية، وفق «Mayo Clinic».
والخبر الجيّد هو أنّ التوت مليء بمواد الفلافونويد والبوليفينول المضادة للأكسدة التي تعزّز مستويات أوكسيد النتريك الذي يحسّن وظائف الأوعية الدموية، وتحيّد الجذور الحرّة، وترفع الكولسترول الجيّد، وتخفض ضغط الدم. وبما أنّ أنواع المغذيات وكمياتها تختلف وفق نوع التوت، يُستحسن الحصول على مزيج منه على الفطور، إستناداً إلى «Johns Hopkins Medicine».
وبدوره، فإنّ الأفوكا يضمّ مضادات أكسدة قويّة على شكل فيتامين E. ولقد اقترحت الأبحاث العلمية أنّ الحمية المليئة بالفاكهة الغنيّة بمضادات الأكسدة، كالأفوكا، ترتبط بخفض الإجهاد التأكسدي المُزمن المرتبط بمشكلات صحّية تشمل أمراض القلب والأوعية الدموية.
يؤمّن بعض الأوميغا 3
يُصنّف الأفوكا من بين أفضل 10 مأكولات غنيّة بالأحماض الدهنية الأساسية الأوميغا 3 التي رُبطت بخفض خطر أمراض القلب. وتأكيداً على ذلك، خلُصت دراسة نُشرت عام 2020 في «JAHA» إلى أنّ استهلاك الأوميغا 3 بانتظام ساهَم في خفض التريغليسريد ووُصِف بواقي القلب عند النساء.