اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان اليوم الأحد أن موجة الاعتقالات التي شهدتها روسيا السبت خلال التظاهرات التي دعا إليها المعارض أليكسي نافالني تشكل “انحرافاً استبدادياً” ومساساً “لا يحتمل” بدولة القانون.
ورأى لودريان في حديث مع وسائل الإعلام أن “هذا الانحراف الاستبدادي مقلق للغاية.. لأن التشكيك في سيادة القانون من خلال هذه الاعتقالات الجماعية والوقائية، أمر لا يحتمل”.
وأضاف لودريان: “أرى أيضاً أن نجاح المتظاهرين على كل الأراضي الروسية أمر يثير الإعجاب”.
كما أشار الى أن “مسيرة نافالني تستحق قدراً كبيراً من الاحترام. أنه شجاع في ما يقوم به”، وذلك رداً على سؤال عن قرار المعارض العودة في 17 كانون الثاني إلى روسيا بعدما أمضى خمسة أشهر من النقاهة في المانيا إثر تعرضه لتسميم مفترض حمل الكرملين مسؤوليته.
وقال لودريان أنّ قمع التظاهرات يرخي بثقله على الحوار الذي بدأه الرئيس إيمانويل ماكرون مع روسيا منذ 2019، علماً أنه يبقى ضرورياً.
وتابع “رغم كل شيء، لن يتغير موقع روسيا.. الجغرافيا عنيدة وروسيا هي جارتنا وهناك قضايا أمن وثقة” ينبغي مناقشتها معها.
وشدد على وجوب “حصول أشكال من المباحثات مع التحلي بوضوح شديد وحزم شديد بالنسبة الى الانحراف السلطوي الذي نلاحظ”، مع إقراره بأن الأمور “لا تحرز تقدماً كبيراً” منذ 2019.
كذلك، طلب عدد من المسؤولين الأوروبيين تبني عقوبات جديدة على روسيا في حال لم تفرج عن نافالني.
واكتفى لودريان بالدعوة الى إضفاء الطابع “العملي” على العقوبات التي فرضت في تشرين الأول، علماً بأن وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي سيبحثون هذه القضية الاثنين.
وفي هذا السياق، طالب مانفريد ويبر زعيم أكبر كتلة في البرلمان الأوروبي، الاتحاد الأوروبي الأحد لمعاقبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب اعتقال نافالني والآلاف من مؤيديه بعقوبات مالية مستهدفة.
وأوضح ويبر أنّه”من غير المقبول أن تحاول القيادة الروسية مواجهة الاحتجاجات المتنامية بالقبض على آلاف المتظاهرين”.
وأضاف: “غير مسموح لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي بتجاهل ذلك مجدداً والاكتفاء بالمطالبات العامة”.
وأردف ويبر: “على الاتحاد الأوروبي أن يستهدف نظام بوتين بما يؤلمه بالفعل، إنه المال”، معتبراً أن على الاتحاد بالتالي منع المعاملات المالية من الدائرة المقربة من بوتين.
كما لفت الى أنه إلى جانب ذلك يجب أن يبقى التهديد قائماً بوقف خط أنابيب “نورد ستريم 2” لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا.
واعتُقل نحو 3500 متظاهر في مختلف أنحاء روسيا، بينهم 1360 في موسكو و523 في سان بطرسبرغ، ثاني مدن البلاد، وفق ما أفادت الأحد منظمة “او في دي – انفو” المتخصصة في رصد تظاهرات الاحتجاج.