Site icon IMLebanon

هل “النسخة البريطانية” وراء ارتفاع الوفيات؟

كتب علي عواد في “الاخبار”:

70% من الإصابات بفيروس «كورونا» التي سجّلت خلال عشرة أيام ثبت أنها أصيبت بنسخة متحوّرة من الفيروس. هذا ما أظهرته متابعة لنتائج الدراسة التي يقوم بها الباحثان في الجامعة اللبنانية، أستاذ العلوم البيولوجية الدكتور فادي عبد الساتر وأستاذ العلوم الجرثومية الدكتور قاسم حمزة. وأوضح عبد الساتر أنه بين 13 الشهر الحالي و23 منه، أُجري نحو 6000 فحص في مختبرات مستشفيي «الرسول الأعظم» و«بهمن»، وراوحت نسبة الإصابات المؤكدة بالفيروس فيها بين 22% و28%، ونسبة الإصابة بالمتحوّر الجديد يومياً بين 60% و70% من الحالات الإيجابية، علماً بأن هذه النسبة كانت في الأول من الشهر الحالي 16 في المئة! وأشار الى أنه جرى التواصل مع دائرة الترصد الوبائي في وزارة الصحة لإبلاغها بهذه المعطيات، وكذلك مع مختبرات في إسبانيا وبريطانيا لإرسال عينات من الفحوصات لدرسها وتحديد مختلف التحوّرات الموجودة، وتبيان المسيطرة منها. كما تتواصل الجامعة مع مختبر في كوريا الجنوبية للغاية نفسها، و«الأيام المقبلة ستحمل وضوحاً أكبر حول نوع التحوّر المتفشي من كورونا، بعد عودة نتائج هذه الاختبارات من الخارج».

هذه النتائج بات ممكناً تعميمها على النتائج في بقية المختبرات، بعد إعلان طبيب الأمراض الجرثومية في مستشفى القديس جاورجيوس الجامعي، عيد عازار، نتائج مشابهة في «حالات الإصابة بالمتحوّر البريطاني وصلت الى 60 في المئة من 66 عينة تم إرسالها الى فرنسا للدراسة».

عيد أوضح لـ«الأخبار» أن التغيرات الجينية في فيروس كورونا «أمر طبيعي وتمت ملاحظته عالمياً منذ انتشاره. لكن السؤال الأساسي يتمحور حول ثلاثة أمور: هل لهذه التحورات تأثير على النمط الوبائي؟ وهل عوارضها أكبر؟ وهل تؤثر على اللقاحات؟». للإجابة عن تلك الأسئلة، اختار عازار، بمشاركة الطبيبة الباحثة أماندا شاميّة، عينات من 66 حالة إصابة مؤكدة في مختبر مستشفى القديس جاورجيوس (جُمعت بين 30 كانون الأول الماضي و8 الشهر الحالي)، وأُرسلت الى مختبر البروفسور راوول ديدييه في مرسيليا (فرنسا). وأتت النتائج كالآتي: 4 عيّنات تبيّن أنها من «المتحور الدنمركي» من كورونا والمرتبط بحيوان المنك (Mink)، وهو نوع من سلالة ابن عرس (أعدمت الدنمارك 17 مليون منها حرقاً العام الماضي بسبب نشرها للنسخة المتحورة)، و38 عيّنة تم وسمها أنها تابعة لـ«المتحوّر البريطاني»، فيما لا يزال البحث جارياً لتحديد التحورات في العيّنات الـ24 المتبقية. ولفت عازار الى أن 66 عينة «عدد قليل، ويجب أن يشمل فحص العينات كل الأراضي اللبنانية»، لكنه نبّه الى أن «هذه النتائج تؤكد، مبدئياً، سيطرة المتحوّر البريطاني على إصابات كورونا في لبنان». وبالتالي، «يجب قراءة الأرض لتقدير الإجراءات التي يجب اتباعها. بمعنى، ينبغي التأكد أولاً أي من المتحوّرات موجود فعلاً بين المصابين، خصوصاً أن في العالم اليوم العديد من التحوّرات، والعمل انطلاقاً من ذلك، لأنه يمكن أن تكون الإجراءات في اتجاه معين، في حين أن الواقع مختلف تماماً».

وكان مسؤولو الصحة في بريطانيا حذّروا، الجمعة الماضي، من أن التحوّر في الفيروس في المملكة المتحدة قد يتسبّب في «نسبة وفيات أعلى» من نسخات الفيروس الأخرى. كما أظهرت دراسة لـ«المعهد الوطني للأمراض المعدية» في جنوب أفريقيا، نشر جزءاً منها موقع «بلومبرغ» الإخباري، أن نصف عينات الدم المأخوذة من مجموعة صغيرة من الأشخاص الذين تعافوا من «كوفيد-19» في جنوب أفريقيا، لم تتكوّن لديهم الأجسام المضادة اللازمة للحماية من تحوّر (501Y.V2) الذي حُدّد الشهر الماضي. كما انخفضت مستويات الأجسام المضادة لدى النصف الآخر من المجموعة بحيث لا يمكن تحديد مستوى خطر إعادة الإصابة بالعدوى من جديد. وقال العلماء إن السلالة التي تم تحديدها مؤخراً في البرازيل «لها أيضاً تغيرات في المواقع الرئيسية للفيروس، ما يجعل كلتا النسختين مصدر قلق كبير». وأضاف الباحثون أن هذه النتائج قد «تنبئ بانخفاض فعالية اللقاحات الحالية المرتكزة على نتوءات فيروس كورونا».