Site icon IMLebanon

واشنطن تدعم مبادرة ماكرون بالشروط نفسها

تنشغل الاوساط السياسية المحلية بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين الاميركي جو بايدن والفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تطرق الى الوضع اللبناني، اذ تبنى عليه آمال بإمكان ان يخرج الأزمة اللبنانية المستفحلة من عنق الزجاجة.

وفي السياق، تشير أوساط سياسية مطلعة لـ”المركزية”، الى ان فرنسا، بعدما تم تجميد مبادرتها، تترقب اول فرصة اقليمية او دولية كي تعيد احياءها، باعتبارها الوحيدة القادرة على معالجة الازمة اللبنانية او على الاقل الازمة الحكومية. فالانتخابات الاميركية، برأي الاوساط، سمحت لفرنسا ان تستنبط وتستمزج وتجسّ نبض الادارة الاميركية الجديدة لمعرفة مدى استعدادها لدعمها في لبنان في إطار جديد غير الحدود والأطر التي وضعتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وتلفت الاوساط الى ان ما حصل في الاتصال الهاتفي بين الرئيسين الاميركي والفرنسي طبيعي، وليس مستغرباً ان يكونا قد أثارا الوضع اللبناني، إذ ان ماكرون كان يطرح هذا الموضوع مع الرئيس السابق دونالد ترامب كلما تواصلا معاً. إنما الجديد هو، هل سيتمكن ماكرون من الحصول على موقف اميركي جديد من المبادرة الفرنسية؟

وهنا ترجح المصادر ان تستمر الولايات المتحدة في دعم المبادرة لكن بالشروط نفسها، لأن هذه الشروط غير متعلقة بإدارة اميركية محددة إنما بالسياسة الاميركية الدائمة في لبنان والشرق الاوسط وبالتالي من الصعوبة ان تؤيد الولايات المتحدة التساهل مع حزب الله وايران، لأن الملف الايراني -الاميركي لن يتحرك راهناً. فكما كان البعض من اللبنانيين ينتظر الانتخابات الاميركية، فإن الاميركيين بدورهم ينتظرون الانتخابات الايرانية والاسرائيلية، ويهمهم ان تتغيّر ادارة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، لأن الاخير سيتعبهم، خاصة وان ابرز معاوني بايدن في البيت الابيض وفي الخارجية الاميركية هم من اليهود، بدءاً من وزير الخارجية وصولاً الى كبار الموظفين، لذلك ليس من معطيات جديدة تسمح للوضع الحكومي بالتحرك استنادا الى المكالمة الهاتفية بين بايدن وماكرون. لكن، بحسب الاوساط، من الممكن ان تحاول فرنسا إقناع السلطات اللبنانية تأليف حكومة.

وتوضح ان الى جانب الملف الحكومي هناك الوضع الامني، فالطائرات الاسرائيلية لا تغادر الاجواء اللبنانية ومفاوضات ترسيم الحدود مجمدة والوضع الاقتصادي يزداد سوءا وحاليا نشهد ثورة الجياع والفقراء. في ظل هذه الاجواء، تؤكد الاوساط ان الاتصالات اللبنانية -اللبنانية ما زالت سلبية، فلا مبادرة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دفعت رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري الى اللقاء، علما ان من الممكن ان يحصل لقاء خلال ايام، ولا المفاوضات التقنية، لأن البطريرك لا يقوم بمبادرة تقنية، التي يقوم بها مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم حول الحقائب والاسماء تقدمت. الوضع ما زال جامدا لا بل مرشحا لمزيد من التأزم ان لم تحصل يقظة عند المسؤولين وعند رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة.

وتختم بالاشارة الى ان الحريري يقوم باتصالات دولية وعربية ويحضر لموقف سيعلنه للرأي العام ولكن المكان والزمان لم يحددا بعد”.